كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 148 """"""
وكان الرسل في الصلح أقضى القضاة أبا الحسن الماوردي ، وأبا عبد الله المردوستي ، وغيرهما ، وتزوَّج أبو منصور بن علي أبي كاليجار بابنة جلال الدولة ، وكان الصداق خمسين ألف دينار قاشانيه . والله أعلم .
ذكر مخاطبة جلال الدولة بملك الملوك
وفي سنة تسع وعشرين وأربعمائة سأل جلال الدولة الخليفة القائم بأمر الله أن يخاطب بملك الملوك ، فامتنع ، ثم أجاب إذا أفتى الفقهاء بجوازه ، فأفتى قاضي القضاة أبو الطيب الطبري ، والقاضي أبو عبد الله الصيمري ، والقاضي ابن البيضاوي ، بجواز ذلك ، ومنع منه أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي الشافعي ، وجرى بينه وبين من أفتى بجوازه مراجعات ، فخطب لجلال الدولة بملك الملوك ، وكان الماوردي من أخص الناس بجلال الدولة وهو يتردَّد إلى دار الملك في كل يوم ، فلما أفتى بالمنع انقطع ، ولزم بيته من شهر رمضان إلى يوم عيد النحر ، استدعاه جلال الدّولة ، فحضر خائفا ، فأدخل عليه وحده ، فقال له : قد علم الناس أنك من أكثر الفقهاء مالا وجاهاً وقرباً منا ، وقد خالفتهم فيما وافق هواي ، ولم تفعل ذلك لعدم المحاباة منك واتباع الحق ، وقد بان لي موضعك من الدين ، ومكانك من العلم ، وجعلت جزاء ذلك إكرامك ، بأن أدخلتك إليَّ وحدك ، وجعلت إذن الحاضرين إليك ليتحققوا عودي إلى ما تحب ، فشكره ودعا له ، وأذن لكلِّ من حضر للخدمة بالانصراف ، والله أعلم .
ذكر وفاة جلال الدولة
كانت وفاته ببغداد سادس شعبان سنة خمس وثلاثين وأربعمائة ، وكان مرضه ورما في كبده ، وكان مولده في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ، وكانت مدة عمره إحدى

الصفحة 148