كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 149 """"""
وخمسين سنة ، ومدة ملكه ببغداد من خطب له ثانيا ، سبع عشرة سنة وشهرين ، ومنذ وصل إليها ست عشرة سنة وأحد عشرة شهراً ، وكانت أيامه كثيرة الوهن والاضطراب ، وضعفت المملكة في أيامه ، وقد تقدم ما يدل على ذلك ، وكان كثير الصدقة ، وزيارة الصالحين والمشاهد ، وكان يمشي حافياً قبل وصوله إلى كل مشهد نحواً فرسخ .
أولاده : الملك العزيز أمير الأمراء أبو منصور ، توفي بديار بكر في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة ، وعمره ثلاث وثلاثون سنة وزراؤه : أبو سعد عبد الواحد بنَِعلي بن ماكولا ، ثم نكبه ، واستوزر أخاه أبا علي الحسن ، ثم عزله ، واستوزر أبا القاسم بن ماكولا ، وهو أخوهما ، ثم استوزر عميد أبو سعيد عبد الرحيم ، واستوزر غير هؤلاء ، والله اعلم .
ذكر أخبار السلطان شاهنشاه
هو أبو كاليجار المرزبان بن سلطان الدولة أبي شجاع فناخسرو بن بهاء الدولة أبي نصر خسرو فيروز بن عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه ، ملك بعد وفاة والده سلطان الدولة ، كرمان ، وفارس ، وخوزستان ، ثم ملك الحضرة ببغداد ، بعد وفاة عمِّه جلال الدولة ، على ما سنذكره إن شاء الله تعالى .
ذكر ابتداء ملكه
لما توفي والده سلطان الدولة في شوال سنة خمس عشرة وأربعمائة بشيراز ، كان هو بالأهواز ، فطلبه الأوحد أبو محمد بن مكرم ليملك البلاد ، وكان هواه معه ، وهوى الأتراك مع عمه أبي الفوارس بن بهاء الدولة صاحب كرمان ، فكاتبوه أيضا يطلبونه إليهم ، فتأخر أبو كاليجار ، وسبقه عمه أبو الفوارس إليها ، فملكها ، وكان أبو المكارم ابن أبي محمد بن مكرم قد أشار عليه ابنه ، لما رأى الاختلاف ، أن يسير إلى مكان يأمن فيه عل نفسه ، فلم يقبل قوله ، ففارقه ، وقصد البصرة ، فلما ملك أبو الفوارس طالبه الجند بحق البيعة ، فأحالهم على ابن مكرم ، وألزمه بإيصال المال إليهم ، فتضجر من ذلك ، فقبض أبو الفوارس عليه وقتئذ ، فلما سمع ابنه بقتله صار مع الملك أبي كاليجار وأطاعه ، وتجهز الملك أبو كاليجار ، وقام بأمره أبو مزاحم صندل الخادم مربيه ، وساروا بالعساكر إلى فارس ، فبعث أبو الفوارس عسكراً مع وزيره أبي منصور الحسن بن علي البشنوي لقتاله ، فوصل أبو كاليجار والوزير فتهاون

الصفحة 149