كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 15 """"""
ذكر ملك أنوشروان دارا بن ملك المعالي منوجهر ابن قابوس شمس المعالي
وهو السابع من ملوك الدولة الديلمية الجيلية ملك بعد وفاة أبيه منوجهر في سنة عشرين وأربعمائة ، وقام بتدبير دولته أبو كالجار القوهي ، وتقدم على جيشه ، وتزوج بأمه ، ثم قبض عليه أنو شروان بعد ذلك بمساعدة أمه ، فلما قبض عليه طمع فيه السلطان طغرلبك السلجقي ، فسار إلى جرجان في سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ، ومعه مرداويج بن بسو ، ونازلها ، فلم يمانعه أهلها ، وفتح له أبوابها ، وقرر على أهلها مائة ألف دينار صلحاً ، وسلمّها إلى مرداويج ، وقرر عليها في كل سنة خمسين ألف دينار عن جميع الأعمال ، ثم اصطلح أنو شروان ومرداويج ، وتزوج بأم أنو شروان ، وضمن له أنو شروان في كل سنة ثلاثين ألف دينار ، وبقي أنو شروان يتصرف بأمر مرداويج لا يخالفه في شيء ، وأقيمت الخطبة لطغرلبك .
وانقرضت الدولة الديلمية الجيلية ، وكانت مدة هذه الدولة منذ أسفار بن شيرويه . في سنة ست عشرة وثلاثمائة ، وإلى أن استولى طغرلبك على جرجان في سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ، مائة سنة وثمان عشرة سنة تقريبا ، وعدة من ملك منهم سبعة ملوك ، وهم : أسفار بن شيرويه ، ثم مرداويج بن زياد ، ثم وشمكير بن زياد ، ثم ظهير الدولة بهشيتون بن وشمكير ، ثم شمس المعالي قابوس ابن وشمكير ، ثم ملك المعالي منوجهر قابوس ، ثم ابنه أنو شروان دارا . وعليه انقرضت دولتهم . والله أعلم بالصواب .
ذكر أخبار الدولة الغزنويه
كان ابتداء هذه الدولة بغزنة في سنة ست وستين وثلاثمائة ، ثم استولت على خراسان ، والغور ، والهند ، وغير ذلك ، وأول من قام منهم سبكتكين ، ونحن نذكر أخباره ، وابتداء أمره إلى أن ملك بعده من أولاده ، وأولادهم ، إلى حين انقراض دولتهم .