كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 151 """"""
جلال الدولة ، وفي سنة ثماني عشرة وأربعمائة استقر الصلح بين أبي كاليجار ، وعمه أبو الفوارس صاحب كرمان لأبي الفوارس وبلاد فارس لأبي كاليجار ، ويحمل لعمِّه في كلَّ سنة عشرين ألف دينار ، وفوَّض أبو كاليجار أمور دولته إلى العادل ابن ماقية ، فأجابه بعد امتناع ، وشرط عليه ألا يعارض فيما يفعله ، وفي سنة تسع عشرة وأربعمائة توفي أبو الفوارس صاحب كرمان ، فاستولى أب كاليجار على كرمان .
ذكر ملك أبي كاليجار العراق
وفي سنة خمس وثلاثين وأربعمائة ملك العراق ، وذلك بعد وفاة عمه جلال الدولة ، وذلك أن جلال الدولة لما مات كان ولده الأكبر الملك العزيز بواسط ، فكاتبه الأجناد بالطاعة ، وشرطوا عليه تعجيل ما جرت بع العادة من حقِّ البيعة ، فترددَّت الرسائل بينهم في مقدار المال ، فلم يكن عنده ما يعطيه لهم ، وبلغ خبر موته الملك أبا كاليجار ، فكاتب القوَّاد والأجناد ورغَّبهم في المال ، وبكثرته وتعجيله ، فمالوا إليه ، وعدلوا عن الملك العزيز ، وأرسل الأموال وفرقَّها على الجند وأولادهم ببغداد ، وأرسل إلى الخليفة عشرة آلاف دينار ، ومعها هدايا كثيرة ، فخطب له ببغداد ، وأرسل إلى الخليفة عشرة آلاف دينار ، ومعها هداي كثيرة ، فخطب له ببغداد في صفر سنة ست وثلاثين وأربعمائة ، ولقبَّه الخليفة محي الدين ، وسار إلى بغداد في مائة فارس من أصحابه ؛ ليلاً مخافة الأتراك ، فلما وصل إلى النعمانية لقيه دبيس بن مزيد ، ودخل إلى بغداد في شهر رمضان ، ومعه وزيره ذو السعادتين أبو الفرج بن محمد بن جعفر بن محمد بن فسابخس وزينت بغداد لقدومه ، وخلّع على أصحاب الجيوش ، وهم البساسيري والنشاودي والهمام أبو البقاء ، وجرى من ولاة العرض بمرأى من الملك أبي كاليجار ، واستمر ملكه إلى سنة أربعين وأربعمائة فتوفي بمدينة خنّاب من كرمان ، في رابع جمادى الأولى منها ، وقد عزم على المسير إلى كرمان ، وكان عمره أربعين سنة وشهوراً ، ومدة ملكه ، منذ ملك فارس بعد وفاة أبيه ، أربعاً وعشرين سنة وسبعة أشهر ، ومنذ ملك العراق بعد عمه جلال الدولة أربع سنين وشهرين ونيفِّا وعشرين يوما ، ولما توفي نهب العراق الأتراك الذين بالعسكر الخزائن والسلاح والدوابَّ ، وانتقل ولده أبو منصور فلا ستون إلى مخيم الوزير أبي منصور ، وأراد الأتراك نهبها ، فمنعهم الديلم ، وعاد

الصفحة 151