كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 152 """"""
العسكر إلى شيراز ، فملكها الأمير أبو منصور ، وكان رحمه الله منصفا للتجار في معاملاتهم ، يربحون عليه الأرباح الكثيرة ، مع بخله العظيم ، وخلف بقلعة اصطخر تسعة وعشرين ألف بدرةٍ ورقا ، وأربعمائة بدرةٍ عيناً ، سوى الجواهر والثياب .
أولاده : الملك الرحيم أبو نصر أبو منصور فلاستون . أبو طالب كامروا - أبو المظفر بهرام - أبو علي كيخسرو شاه ، وثلاثة بنين أصاغر .
وزيره : العادل أبو منصور بهرام .
ذكر ملك الملك الرحيم أبي نصر
هو أبو خسرو فيروز بن أبي كاليجار المرزبان بن سلطان الدولة فناخسروا بن بهاء الدولة أبي نصر خسرو فيروز بن عضد الدولة ابن ركن الدولة ، وهو آخر ملوك الدولة البويهية ، عليه انقرضت دولتهم ، وكان ملكه ببغداد بعد وفاة أبيه كاليجار ، وذلك أنه لما ورد الخبر بوفاته إلى بغداد ، وبها ولده أبو نصر هذا أحضر الجند واستحلفهم ، وراسل الخليفة القائم بأمر الله ، في الخطبة لنفسه وتلقيبه بالملك الرحيم ، ترددَّت الرسائل في ذلك إلى أن أجابه الخليفة إلى الخطبة ، ولم يجبه إلى اللَّقب ، وقال : لا يجوز أن يلقَّب أحد بأخص صفات الله عز وجل ، واستقر ملكه بالعراق وخوزستان والبصرة ، وكان بالبصرة أخوه أبو كيخسرو واستولى أبو منصور على شيراز ، فسير إليه الملك الرحيم أخاه أب سعيد في عسكر ، فملكوا شيراز ، وقبضوا على أبي منصور ووالدته ، وذلك في شوال سنة أربعين وأربعمائة ، وخطب للملك الرَّحيم بشيراز ، ثم خالفه أهلها بعد ذلك ، وصاروا مع أخيه أبي منصور ، وكان بينهم حروب ووقائع يطول شرحها ، ولم يزل الملك الرحيم في الملك إلى أن قطعت خطبته ، عند وصول السّلطان طعرلبك السّلجقي إلى بغداد ، فخطب له بها بعد الخليفة ، ثم بعده للملك الرحيم ، بشفاعة الخليفة إلى السلطان طغرلبك - ثم قبض طغرلبك على الملك الرحيم ، وقطعت خطبته ، لخمس بقين من شوال ، وقيل في سلخ شهر رمضان سنة سبع وأربعين ، وسيره السلطان إلى الري ، واعتقله في قلعتها ، فمات في سنة خمسين وأربعمائة وانقطعت الدولة البويهية من بغداد بزوال ملكه . وكان ملكه سبع سنين وشهوراً ، وبلغ من العمر اربعا وعشرين سنة وشهورا .
وزراؤه : الوزير أبو السعادات ، وأبو الفرج بن فسانجس ، وابنه الوزير أبو الغنائم ، والوزير أبو الحسن على بن عبد الرحيم .

الصفحة 152