كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 156 """"""
داود ، أنهما لا يجتمعان عند بغراخان ، وإنما يحضر أحدهما ، ويقيم الآخر في أهله ؛ خوفا منه أن يقبض عليهما معا ، فاجتهد بغراخان في اجتماعهما ، فلم يتهيأ له ، فقبض على طغرلبك ، فسار داود في عشائرها ومن معه ، وقصد بغراخان وقاتله وهزمه ، وخلَّص أخاه وانصرفوا إلى جند ، وهي بقرب بخارى .
وأما ارسلان بن سلجق أخو ميكائيل فإن ميكائيل فإن إيلك خان لما ملك مملكة السامانية ، بما وراء النهر ، ومنها بخارى ، أعظم محلَّ أرسلان ، وكان على تكين في جيش أرسلام خان أخو إيلك خان ، فهرب ولحق ببخارى ، واستولى عليها ، واتفق مع أرسلان بن سلجق ، وقوي أمرهما ، فقصدهما إيلك خان أخو أرسلان خان ، وقاتلهما ، فهزماه ، وبقيا ببخارى ، وكان علي تكين يكثر معارضة يمين الدولة محمود بن سبكتكتين ، فيما يجاوره من البلاد ، ويقطع الطريق على رسله إلى ملوك الترك ، فلما عبر محمود نهو جيجون هرب على تكين من بخارى ، ودخل أرسلان بن سلجق وجماعته إلى المفازة ، فكاتبه محمود واستماله ورغَّبه ، فأتاه ، فقبض عليه لوقته ، وسجنه ونهب خركاهاته ، واستشار فيما يفعل بقومه وعشيرته ، فأشار أرسلان الجاذب بقطع أباهيمهم حتى لا يرموا النشاب ، أو يغرقوا في نهر جيحون ، وفرقهم في نواحي خراسان ، ووضع عليهم الحرج ، فجار العمال عليهم ، وامتدت الأيدي إلى أموالهم وألادهم ، فانفصل منهم ألفا رجل ، وساروا إلى كرمان ، ومنها إلى أصفهان ، وجرى بينهم وبين صاحبها علاء الدولة بن كاكويه حرب ، فساروا من أصفهان إلى أذربيجان . هؤلاء جماعة أرسلان ، وأما أولاد أخوته : فإن تكين صاحب بخارى أعمل الحيلة في الظفر بهم ؛ فراسل يوسف بن موسى بن سلجق وهو ابن عم طغرلبك ، واستماله ، وطلب منه الحضور عنده ، فأتاه ، ففَّوض إليه تكين التقدم على جميع الأتراك الذي في ولايته ، وأقطعه إقطاعاً كبيرا ، ولقبه بالأمير اينانج بيغو وقصد بذلك أن يعينه على أولاد عمه وأن يأخذ بعضهم ببعض ، فعلم يوسف مراده ، فلم يطعه في ذلك ، فلما رأى أن مكيدته لم تؤثِّر ، ولا يبلغ بها غرضاً ، أمر بقتله ، فعظم ذلك على طغرلبك ، وداوود وعشائره ، فلبسوا ثياب الحداد ، وجمعا من الأتراك ما قدرا على جمعه ، لطلب ثأر ابن عمِّهم ، وجمع على تكين ، وذلك في سنة عشرين

الصفحة 156