كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 157 """"""
وأربعمائة ، ثم قصدا ألب قرا قاتل يوسف ابن عمِّهما ، فقتلاه في سنة إحدى وعشرين ، وأوقعا بطائفة من عسكر علي تكين ، فقتلا منهم نحو ألف رجل ، فجمع علي تكين عساكره ، ومن حمل السلاح من أصحابه ، وتبعهم خلق كثير من أهل البلاد ، وقصدوا السلجقية من كل جانب ، وأوقعوا بهم وقعة عظيمة ، وسبوا كثيراً من نسائهم ، فألجأتهم الضرورة إلى العبور إلى خراسان ، فلما عبروا جيحون ، كتب إليهم خوارزم شاه هارون بن التونتاش ، يستدعيهم إليه ؛ ليكونوا يداً واحدة ، فساروا إليه واجتمعوا بظاهر خوارزم ، في سنة ست وعشرين وأربعمائة ، واطمأنوا إليه فغدر بهم ، وأكثر فيهم القتل والنهب ، فساروا إلى مفاذة نسا ، وقصدوا مرو في هذه السنة . وذراريهم ، ونساؤهم في الأسر .
؟
ذكر ما اتفق بين طغرلبك وداود وبين السلطان مسعود بن محمود بن سبكتكين
قال : ولما اتفق لهم مع خوارزم شاه هارون ما ذكرناه ، راسلوا الملك مسعود - وهو بطرستان - يطلبون منه الأمان ، وأن يكونوا في خدمته ، ويدفعوا الطائفة التي تفسد في بلاده ، ويكونوا من أعظم أعوانه ، فقبض على الرسل ، وجهز عسكراً جراراً مع حاجبه بكتغدي ، وغيره من الأمراء ، فالتقوا عند نسا في شعبان سنة ست وعشرين وأربعمائة ، فانهزم السلجقية ، وغنم العسكر المسعودي لأموالهم وأثقالهم ، فجرى بين العسكر منازعة على الغنائم أدت إلى القتال بينهم ، فقال داود لأصحابه : إن العسكر الآن قد اطمأن ، واستقر والرأي أ ، نقصصصدهم ، لعنا نبلغ منهم غرضاً ، فعاد ووافق وصولهم إليهم ، وهم فيما وقع بينهم من الاختلاف ، وقتال بعضهم بعضاً ، فأوقعوا لهم ، وقتلوا منهم ، وأسروا ، فاستردّوا ما أخذوه ، وعاد المنهزمون من المعسكر المسعودي إلى نيسابور ، فندم مسعود على ردِّه السلجقية ، عند بذلهم الطاعة ، وعلم أن هيبتهم قد تمكنت في قلوب عساكره ، فأرسل إليهم يتهددهم ويتوعدهم ، فقال طغرلبك لإمام صلواته : أكتب اللَّهم مالك الملك . . - إلى - قدير ، ولا تزد على ذلك ، ففعل ، فلما ورد الجواب على مسعود ، كتب إليهم يعدهم المواعيد الجميلة وسيّر إليهم الخلع ، وأمرهم بالرحيل إلى آمل الشط ،