كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 160 """"""
المعسكر المسعودي ما لا يدخل تحت الإحصاء ، فقسم داود ذلك على أصحابه ، وآثرهم على نفسه ، ونزل في سرادق مسعود ، وجلس على كرسيه ، ثم أطلق الأسرى ، ووضع خراج سنة كاملة .
ذكر ملك داود وطغرلبك وبيغونيسابور وبلخ وهراة
قال : وسار طغرلبك إلى نيسابور ، فملكها في أواخر سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة ، فقيل إنه أكل لوزينجا ، فقال : هذا ططماج طيب ، إلا أنه لا ثوم فيه ، ورأى أصحابه الكافور ، فأكلوا منه ، وقالوا : هذا ملح مُرُ ، واستولى السلجقية حينئذ على جميع البلاد ، فسار بيغو إلى هراة ، فدخلها وسار داود إلى بلخ ، وبها ألتونتاش الحاجب والياً عليها لمسعود ، فراسله داود في تسليم البلد إليه ، وعرفه عجز صاحبه عن نصرته ، فحبس ألتونتاش رسله ، فنازله داود ، وحصر المدينة ، فأرسل ألتونتاش إلى مسعود وهو بغزنه يعرفه الحال . وما هو فيه من ضيق الحصار ، فجهز مسعود العساكر الكثيرة ، فجاءت طائفة منهم إلى الُّرخَّخ ، وبها من السلجقية ، فقاتلوهم فانهزمت السلجقية ، وقتل منهم ثمانمائة رجل وأسر كثير ، وخلا ذلك الصقع منهم ، وسارت طائفة إلى هراة وبها بيغو ، فقاتلوه ، ودفعوا عنها ، ثم جهز مسعود ولده مودوداً وسيَّره في عسكر كبير مدداً لهذا العسكر ، فسار عن غزنه في سنة اثنين وثلاثين وأربعمائة ، فلما قاربوا بلخ سيَّر داود طائفة من عسكره ، فأوقعوا بطلائع مودود ، فانهزمت الطلائع ، وتبعهم عسكر داود ، فلما أحس بهم عسكر مودود رجعوا إلى ورائهم ، فلما اتصل هذا الخير بألتونتاش صاحب بلخ أطاع داود وسلم إليه البلد ، ووطيء بساطه ، ثم اتفق قتل السلطان مسعود في سنة اثنتين وثلاثين ، وملك بعده أخوه محمد ، ثم قتل مودود بن مسعود ، فتمكن السلجقية .
ذكر ملك طغرلبك جرجان وطبرستان
وفي سنة ثلاث وأربعمائة ملك طغرلبك جرجان وطبرستان ، ، ن وسبب ذلك أن أنوشروان بن منوجهر بن قابوس بن وشمكير صاحبها قبض على أبي كاليجار بن ويهان القُوهي صاحب جيشهن وزوج أمهن فعلم طغرلبك عند ذلك انه لا

الصفحة 160