كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 161 """"""
مانع له ، ولا دافع من البلاد ، فسار إليها ، وقصد جرجان ، ومعه مرداويج بن بسَّو ، فلما نازلها فتح له مستحفظها أبوابها ، فدخلها ، وقرر على أصحابها مائة ألف دينار صلحاً ، وسلم البلد لمرداويج ، وقرر عليه في كل سنة خمسين ألف دينار ، عن جميع الأعمال ، وعاد إلى نيسابور ، وقصد مرداويج بن بسو أنوشروان " بسارية " ، فاصطلحا على ان ضمن له انوشروان ثلاثين ألف دينار ، وأُقيمت الخطبة لطُغرُلبك في سائر البلاد ، وتزوج مرداويج ، لايخالفه في شيء ألبته ، وملك خوارزم في سنة أربع وثلاثين من شاه ملك ابن علي ، وكان في طاعة مودود صاحب غزنة .
ذكر مسير إبراهيم ينال إلى الري وهمذان
وإبراهيم ينال هو أخو طغرلبك لأمه . قال : ولما ملك إخوته خراسان سار هو إلى الري ، فملكها في سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ، ثم سار عنها إلى البلاد المجاورة لها ، ثم انتقل بروجرد ، فملكها ، ثم قصد همذان ، وكان بها أبو كاليجار كرشاسف بن علاء الدولة ، ففارقها إلى سابور خواست ، ونزل إبراهيم عليها ، وأراد دخولها ، فقال له أهلها : إن كنت تريد منا الطاعة ، وما يطلبه السلطان من الرعية ، فنحن باذلوه ، وداخلون تحته ، فاطلب أولاً هذا المخالف عليك الذي كان عندنا ، يعنون كرُشاسف ، فإنا لا نأمن عوده إلينا ؛ فإذا ظفرت به كُنّالك ، فكف عنهم ، وسار إلى كرشاسف بعد أن أخذ من أهل البلد مالاً ، فلما قارب سابور ، خواست تحصّن منه كرشاسف بالقلعة ، وملك إبراهيم البلد قهراً ونبهه ، ثم عاد إلى الري ، وذلك في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة .
ذكر خروج طغرلبك إلى الري
وملكه بلد الجبل
قال : ولما فرغ طُغرُلبك من خوارزم ، وجرجان ، وطبرستان خرج من خراسان إلى الري ، وغيرهما من بلاد الجبل ، وسار أخوه إبراهيم يُنال إلى سجستان ، وأخذ طغرلبك من مجد الدولة بن بويه ، وأقام عنده مكرّماً ، وأمر طغرلبك