كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 162 """"""
بعمارة الري ، وكانت قد خربت ، فوجد في دار الإمارة مراكب ذهب مجوهرة ، وبرنيتين من الصيني مملوءتين ، وأمولاً كثيرة ، وسار إلى قزوين ، وحصرها ، فوقع الصلح على ثمانين ألف دينار ، ودخل صاحبها في طاعته ، وأطاعه ملك الديلم ، وحمل إليه مالاً وعروضاً ، وأطاعه غيره من الملوك ، وأرسل سرية إلى أصفهان ، وبها أبو منصور فرامرز الدولة ، فأغارت وعادت سالمة ، وخرج طغرلبك من الرين وقصد أصفهان ، فصالحه صاحبها ، وصانعه بمال ، وسار إلى همذان ، فملكها من صاحبها كرشاسف بن علاء الدولة ، وسار معه إلى من أبهر وزنجان ، وطلب منه طغرلبك تسليم قلعة كنكور ، فأرسل إلى من بها ليسلموها ، فامتنعوا ، فقال طغرلبك : ما امتنعوا إلى بأمرك ورأيك ، فاصعد إليهم ، وأقم معهم ، ولا تفارق موضعك حتى آذن لك ، واستناب بهمذان ناصر العلوي . وفي سنة خمسين وثلاثين وصل إلى طغرلبك رسول الخليفة القائم بأمر الله ، وهو أقضى القضاه أبو الحسن علي الماوردي ، فتلقاه طغرلبك على أربعة فراسخ ، إجلالاً لرسالة الخليفة ، وذكر طاعته للخليفة ، ووقوفه عند أوامره .
وفي سنة ست وثلاثين وأربعمائة استوزر السلطان طغرلبك أبا القاسم علي بن عبد الله الجويني ، وهو أول وزير وزر له .
وفي سنة سبع وثلاثين أمرر السلطان طغرلبك أخاه إبراهيم ينال بالخروج إلى بلاد الجبل ، فسار من همذان ، وقصد كرمان ، وبها كرشاسف بن علاء الدولة ، ففارقها خوفاً ، ودخلها إبراهيم ، وملكها ، وسار إلى الدينور ، فملكها ، وملك قرميسين في شهر رجب بعد حصار وقتال ، وملك الصيرمة في شهر شعبان ونهبها ، وأوقع بالأكراد المجاورين لهما ، ثم سار إلى حلوان ، فنهبها ، وأحرقها .
ذكر ملك ينال قلعة كنكور وغيرها
وفي سنة تسع وثلاثين وأربعمائة سار إبراهيم إلى قلعة كنكور ، وبها عُكبر بن فارس ، صاحب كرشاسف ، فامتنع عكبريها إلى أن فقدت ذخائره وفنيت الأقوات ،

الصفحة 162