كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 165 """"""
أصناف الحرير ، وخمسمائة رأس من الكراع ، إلى غير ذلك ، وأنفذ إليه مائتي ألف دينار ، ومائة لبنة من الفضة ، وثلاثمائة مهري ، وثلاثمائة حمار مصرية ، وألف عنز بيض الشعور ، سود العيون والقرون ، وأنفذ إلى البزمرون عشرة أمناء مسكا ، وعمر مسجد القسطنطينية ، الذي بناه مسلمة بن عبد الملك ، وعمر منارته ، وجعل فيها القناديل ، وعلَّق في محرابه قوساً ، ونشابه ، وأقيمت فيه الصلاة والخطبة لطغرلبك ، فدان له الناس حينئذ ، وعظم شأنه ، وتمكن ملكه ، فكانت الدولة السلجقية في زيادة ، والبويهية في نقص ، قال : وأما إبراهيم ينال فإنه لما نزل إلى أخيه طغرلبك أكرمه ، وأحسن إليه ، ورد عليه كثيرا مما أخذ منه ، وخيره بين أن يقطعه بلادا يسير إليها ، وبين أن يقيم معه ، فاختار الإقامة معه .
ذكر ملك طغرلبك أصفهان
كان قد حاصرها في ثمان وثلاثين وأربعمائة ، فلم يظفر منها بطائل ، ثم اصطلح هو وصاحبها أو منصور فرامرز بن علاء الدولة ، على مال يحمله إلى السلطان طغرلبك ، ويخطب له بأصفهان ، وأعمالها ، ثم حصل بعد ذلك من صاحبها تلون ، فكان يطيعه تارة ويعصيه تارة ، ويطيع الملك الرحيم بن بويه ، فجاء السلطان إليها في سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة ، وحاصرها سنة ، وتسلمها في سنة ثلاث وأربعين ، واستطابها ، وجعلها دار مقامه ، ونقل ما كان له بالري من الذخائر والأموال والسلاح إليها ، وخرب قطعة من سورها ، وقال : إنما يحتاج إلى الأسوار من تضعف قدرته وأما من حصن عساكره وسيفه ، فلا حاجة به إليها .
ذكر استيلاء ألب أرسلان على مدينة فسا
وفي سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة سار ألب أرسلان بن داود جغري بكمن مدينة مرو بخراسان إلى فارس ، وأخذ في مسيره على المفازة من غير علم عمه طغرلبك ، فوصل إلى مدينة فسا ، فانصرف النائب بها من بين يديه ، ودخلها ألب أرسلان ، وقتل من الديلم نحو ألف دينار ، وأسر ثلاثة آلاف إنسان ، وعاد إلى خراسان ، ولم يلبث مع عمه طغرلبك . والله أعلم بالصواب

الصفحة 165