كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 168 """"""
السلطان ، فركبوا إليه ، وأرسل الخليفة معهم رسولا يبرئهم عند السلطان ، فلما وصلوا إلى جهة السلطان ، أمر بالقبض على الملك الرحيم ومن معه ، فقبضوا كلهم في آخر شهر رمضان ، وحبسو ، ثم حمل الملك الرحيم إلى قلعة السيروان ، وأرسل الخليفة إلى السلطان ينكر ما جرى ، من قبض الملك الرحيم وأصحابه ونهب بغداد ، ويقول : إنهم خرجوا إليك بأمري ، وأماني ، فإن أطلقتهم ، وإلا فأنا أفارق بغداد فأطلق بعضهم ، وأخذ جميع إقطاعات عسكر الملك الرحيم ، وأمرهم بالسعي في أرزاق يحصلونها لأنفسهم ، فتوجَّه كثير منهم إلى البساسيري ، ولزموه ، فكثر جمعه ، وكان من أمره ما قدمناه وأمر طغرلبك بأخذ أموال الأتراك البغداديين وانتشر الغز في سواد بغداد ، فنهبوا من الجانب الغربي من تكريت إلى النيل ، ومن الجانب الشرقي إلى النهروانات ، وأسافل الأعمال ، فأسرفوا في النهب حتى بلغ ثمن الثور ببغداد خمسة قراريط إلى عشرة ، والحمار بقيراطين إلى خمسة ، وخرب السواد ، وأجلى أهله عنه ، وضمن السلطان طغرلبك البصرة ، والأهواز من هزار سب بن تنكر بن عياض بثلثمائة ألف وستين ألف دينار ، وأقطعه أرجان ، وأمره أن يخطب لنفسه بالأهواز ، دون الأعمال التي ضمنها ، وأقطع الأمير أبا علي بن أبي كاليجار الملك قرميسين وأعمالها ، وأمر أهل الكرخ أن يؤذنوا في مساجدهم سحراً للصبح : الصلاة خير من النوم ، وأمر بعمارة دار الملك ، فعمرت وزيد فيها ، وانتقل إليها في شوال . طلق بعضهم ، وأخذ جميع إقطاعات عسكر الملك الرحيم ، وأمرهم بالسعي في أرزاق يحصلونها لأنفسهم ، فتوجَّه كثير منهم إلى البساسيري ، ولزموه ، فكثر جمعه ، وكان من أمره ما قدمناه وأمر طغرلبك بأخذ أموال الأتراك البغداديين وانتشر الغز في سواد بغداد ، فنهبوا من الجانب الغربي من تكريت إلى النيل ، ومن الجانب الشرقي إلى النهروانات ، وأسافل الأعمال ، فأسرفوا في النهب حتى بلغ ثمن الثور ببغداد خمسة قراريط إلى عشرة ، والحمار بقيراطين إلى خمسة ، وخرب السواد ، وأجلى أهله عنه ، وضمن السلطان طغرلبك البصرة ، والأهواز من هزار سب بن تنكر بن عياض بثلثمائة ألف وستين ألف دينار ، وأقطعه أرجان ، وأمره أن يخطب لنفسه بالأهواز ، دون الأعمال التي ضمنها ، وأقطع الأمير أبا علي بن أبي كاليجار الملك قرميسين وأعمالها ، وأمر أهل الكرخ أن يؤذنوا في مساجدهم سحراً للصبح : الصلاة خير من النوم ، وأمر بعمارة دار الملك ، فعمرت وزيد فيها ، وانتقل إليها في شوال .
ذكر مسير السلطان إلى الموصل
وفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة سار السلطان طغرلبك إلى الموصل ؛ وسبب ذلك ، أنه لما أقام ببغداد عم الناس ضرر عسكره ، وضاقت عليهم أرزاقهم ومنازلهم ، فأرسل إليه الخليفة القائم بأمر الله يذكر له ما الناس فيه من الجور والظلم ، ويعظه ، ويقول : إن أزلت ذلك والإفتعين الخليفة على على الإنبراح من بغداد ، فقال السلطان لوزيره الكندري : بكِّر إلى الخليفة واعتذر له بكثرة العساكر والعجز عن تمهيدهم ، وضبطهم ، فلما كان تلك الليلة رأى السلطان في منامه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وكأنه عند الكعبة وهو يسلم على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، والنبي معرض عنه ، وقال : يحكِّمك الله في بلاده وعباده ،

الصفحة 168