كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 175 """"""
فاختلف الأمراء عليه ، ومضى بعضهم إلى قزوين ، وخطب لعضد الدولة ، فلما رأى عميد الملك فساد الحال ، وميل الناس إلى عضد الدولة ، لأمر بالخطبة له بالري ، ثم من بعده لسليمان ، وما اتصل بألب أرسلان الخبر بوفاة عمه جمع العساكر ، وسار نحو الري ، فلما قرب منها خرج إليه الوزير عميد الملك ، وأظهر طاعته ، واستقرت السلطنة له بمفرده .
ذكر القبض على عميد الملك الوزير وقتله
قال : ولما استقر ملك عضد الدولة ، قبض على الوزير عميد الملك الكندري ، وسبب ذلك أنه رأى ميل الناس إليه ، وانقيادهم لأمره خافه ، فأمر بالقبض عليه ، وأنفذه إلى مرو الروذ ، واعتقله بها سنة ، ثم أمر بقتله ، وكان هذا الوزير كثير البغض للشافعي وأصحابه ، وكان خصيَّاً خصاه طغرلبك لأنه أرسله يخطب له امرأة ، فتزوجها ، وعصى عليه ، فلما ظفر به خصاه ، وأقره على خدمته ، وقيل : بل أعداؤه أشاعوا عنه أنه تزوَّجها ، فخصا نفسه ليبرأ مما قيل فيه . قال المؤرخ : ومن العجب أن ذكره دفن بخوارزم لما خصي ، ودمه مسفوح بمرو ، وجسده مدفون بكندر ، ورأسه ما عدا قحفه مدفون بنيسابور ، ونقل قحفه إلى كرمان ، ولما عرض على القتل ، قال لقاتله : قل لنظام الملك بئسما عودت الأتراك قتل الوزراء ، وأصحاب الديوان ، قال : ولما قبض السلطان ألب أرسلان على الوزير عميد الملك أمر بعودة ابنة الخليفة إلى بغداد ، وأعلمها أنه ما قبض عليه إلا لكونه نقلها من بغداد إلى الري بغير رضا الخليفة ، وأمر الأمير أيتكين السليماني بالمسير في خدمتها والمقام شحنة ببغداد ، وأنفذ أبا سهل محمد بن هبة المعروف بابن الموفق ، وأمره بالسير في الصحبة ، ومخاطبة الخليفة في الخطبة له ، فمات بالجدري قبل وصوله ، فأرسل العميد أبا الفتح بن المظفر بن الحسين ، فمات أيضا في الطريق ، فأرسل رئيس العراقيين ، فوصل إلى بغداد في نصف شهر ربيع الآخر ، واقترح السلطان أن يخاطب : بالولد المؤيد ، فأجيب إلى ذلك ، ولقب ضياء الدين عضد الدولة ، وجلس الخليفة جلوسا عاما في سابع جمادى الأولى ، وشافه الرسل بسلطنة ألب أرسلان ، وسلمت الخلع

الصفحة 175