كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 176 """"""
عليهم ، وأرسل من الديوان لأخذ البيعة النقيب طراداً الزينبي ، فوصلوا إليه ، وهو بنقجوان من أذربيجان ، فلبس الخلع ، وبايع الخليفة .
ذكر ملك عضد الدولة ختلان وهراه ، وصغانيان
كان أمير ختلان بعد وفاة السلطان طغرلبك عصى بالقلعة ، ومنع الخراج ، فقصده السلطان ، فوجد الحصن منيعا ، فحاصره ، ثم قتل صاحب الحصن بسهم جاءه ، وهو على شرفة من شرفات السور ، فهلك ، وملك ألب أرسلان الحصن ، وكان فخر الملك بيغو بن ميكائيل في هراة ، فعصى أيضاً عليه ، وطمع في الملك لنفسه ، فسار إليه ، وحصره ، وضيق عليه ، وأدام القتال ليلاً ونهاراً ، فسلم المدينة ، وخرج إلى ابن أخيه ، فأكرمه ، وسار إلى صغانيان ، وأميرها موسى ، وكان قد عصى عليه ، فلما وصل لم ينتصف النهار حتى ملك القلعة قهراً ، وأمر بقتل موسى ، فبذل في نفسه أموالاً كثيرة ، ثم عاد السلطان إلى مرو ، ثم منها إلى نيسابور .
ذكر الحرب بين السلطان وبين شهاب الدولة قتلمش وموته
كان شهاب الدولة قتلمش بن سلجق قد عصى على طغرلبك ، فلما مات جمع عساكره ، وقصد الري ، واستولى عليها ، فسار السلطان من نيسابور في أول المحرم سنة ست وخمسين ، فوصل إلى دامغان ، وأرسل قتلمش يتنكر عليه ، وينهاه ، فأجاب بجواب غير مرض ، ونهب قري الريّ ، وأجرى الماء على وادي الملح ، وهي سبخة ، فتعذر على السلطان سلوكها ، فجاء ، وخاض في الماء بعسكره ، ولقيه ، واقتتلوا ، فلم تثبت عسكر قتلمش ، ومضى هو إلى قلعة كردكوه ، وكانت من حصونه ، واستولى القتل والأسر على عسكره ، ثم عفا السلطان عنهم بشفاعة نظام الملك ، فلما سكن الغبار ، ونزل العسكر ، وجد قلتمش ميتا لم يدر كيف كان موته ، فقيل إنه مات من الخوف ، فبكى السلطان لموته ، وجلس لعزائه ، وعظم عليه فقده ، وقتلمش هذا هو جد الملوك السلجقية ملوك الروم ، وكان قتلمش يعلم النجوم ، يعلمه أولاده من بعده ، فزادوا فيه ، فنالهم به عضاضة في دينهم .