كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 186 """"""
وفي سنة أربع وسبعين وأربعمائة مات للسلطان ملكشاه ولد اسمه داود ، فجزع عليه جزعاً شديداً ، ومنع دفنه حتى تغيرت رائحته ، وأراد أن يقتل نفسه ، فمنعه خواصه .
ذكر قتل أبي المحاسن بن أبي الرضا
.
وفي سنة ست وسبعين وأربعمائة في شوال قتل سيد الرؤساء أبو المحاسن بن كمال الملك أبي الرضا ، وكان قد قرب من السلطان ملكشاه قرباً عظيماً ، وكان أبوه يكتب الطغراء ، فقال أبو المحاسن للسلطان : سلم إليّ نظام الملك وأصحابه ، وأنا أحمل إليك منهم ألف ألف دينار ، فإنهم يأكلون الأموال ، ويقتطعونها ، وعظم عنده ذخائرهم ، وأموالهم ، فبلغ ذلك نظام الملك ، فعمل سماطاً عظيماً ، وأقام عليه مماليكه ، وهم ألوف من الأتراك ، وأقام خيلهم ، وجعل سلاحهم على جمالهم ، فلما حضر السلطان ، قال له : إني قد خدمتك ، وخدمت أباك وجدك ، ولي حق خدمة ، وقد بلغك أخذي لعشر أموالك ، وقد صدق الناقل ، هذا أنا آخذه وأصرفه إلى هؤلاء الغلمان الذين جمعتهم لك ، وإلى الصدقات ، والصلات ، والوقوف التي عظم ذكرها ، وشكرها ، وأجرها لك ، وأموالي وجميع ما أملكه بين يديك ، وأنا أقنع بمرقعة وزاوية ، فأمر السلطان بالقبض على أبي المحاسن ، وأن تسمل عيناه ، وأنفذه إلى قلعة نساوة ، وسمع أبوه كمال الملك الخبر ، فاستجار بدار نظام الملك ، فسلم ، وبذل مائتي ألف دينار ، وعزل عن الطغراء ، ورتب مكانه مؤيد الملك بن نظام الملك المقدم ذكره .
ذكر ملك السلطان حلب وغيرها
.
كان سبب ذلك أن سليمان بن قتلمش السلجقي صاحب الروم فتح انطاكية ، وكان بينه وبين شرف الدولة مسلم صاحب حلب وقعة قتل فيها شرف الدولة ، ثم قتل سليمان ، على ما نذكر ذلك إن شاء الله تعالى في أخبار ملوك الروم السلجقية ،

الصفحة 186