كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 19 """"""
ذكر استيلاء يمين الدولة محمود على خراسان وانتزعها من السامانية
كان سبب ذلك أن فايقا وبكنوزون مدبري دولة الأمير منصور ابن نوح قبضا عليه ، وسماه كما قدمنا ذكر ذلك في أخبار السامانية ، فسار السلطان محمود نحوهما ، والتقوا بمرو في جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وثلاثمائة ، واقتتلوا قتالاً شديدا ، فانهزم السامانية ، فلحق عبد الملك ، وفايق ببخارى ، وقصد بكتوزون نيسابور ، ثم قصد نواحي جرجان ، فأرسل محمود خلفه أرسلان الجاذب ، فاتبعه حتى ألحقه بجرجان ، وعاد ، فاستخلفه محمود على طوس ، وسار إلى هراة ، فلما علم بكتوزون بمسير محمود عن نيسابور عاد إليها وملكها ، فقصده محمود ، فهرب منه إلى بخارى بعد أن نهب مرو على طريقه ، واستقر ملك محمود بخراسان ، وزال هذا التاريخ للطائع بعد خلعه ، وولي محمود قيادة جيوش خراسان أخاه نصرا ، وجعله بنيسابور ، وسار هو إلى بلخ ، وهي مستقر ملك أبيه ، واتخذها دار ملك ، واتفق أصحاب الأطراف بخراسان على طاعته كآل قريغون أصحاب الجوزجان . وكالشار الساه صاحب غرشستان ، والشار : لقب امن ملك غرشستان ككسري الفرس ، وقيصر الروم . وفي سنة تسعين وثلاثمائة قتل بغراجق عم يمين الدولة ؛ قتله طاهر بن خلف بن أحمد صاحب سجستان في حرب بينهما ، فسار يمين الدولة نحو خلف بن أحمد أبو طاهر ، فتحصن منه بحصن أصهنه ، فحاصره ، وضيق عليه ، فبذل الأموال ، فأجابه إلى ما طلب ، وأخذ رهائنه على ما تقرر من المال . والله أعلم بالصواب .

الصفحة 19