كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 193 """"""
وكانت مدة ملكه عشرين سنة ، وسبعة أشهر ، وستة أيام ، وكان له من الأولاد أبو المظفر بركيا روق ، ومحمد طبر ، وأبو الحارث سنجر شاه ، ومحمود ، وهو أصغرهم .
وزيره : نظام الملك ، وقد تقدم ذكره .
ذكر أخبار السلطان بركياروق
هو أبو المظفر بركيا روق بن السلطان جلال الدولة ملكشاه ابن السلطان عضد الدولة ألب أرسلان محمد بن داود جغري بك بن ميكائيل بن سلجق ، وهو الرابع من ملوك الدولة السلجقية .
وبركيا روق بفتح الباء الموحدة ، وسكون الراء والكاف ، وفتح الباء المثناة من تحت ، وبعد الألف راء مضمومة ، وبعد الواو الساكنة قاف .
قال المؤرخ : لما مات السلطان ملكشاه كتمت زوجته تركان خاتون موته ، وأرسلت إلى الأمراء ، وفرقت الأموال ، واستخلفت لولدها محمود ، وعمره أربع سنين وشهوراً ، وأرسلت إلى الخليفة المقتدى بأمر الله في الخطبة له ، فأجابها إلى ذلك على ان يكون الأمير أتسز مدبر الجيش ، وتاج الملك يتولى تدبير الأموال والدواوين ، وخطب له ، ولقب ناصر الدنيا والدين ، وكانت الخطبة له في يوم الجمعة الثاني والعشرين من شوال ، وكان بركيا روق إذ ذاك بأصفهان ، فكتبت تركان خاتون بالقبض عليه ، فقبض عليه ، فلما ظهر موت السلطان ملكشاه ، ثارت المماليك النظامية ، وأخرجوه من الحبس ، وملكوه ، فسارت تركان خاتون من بغداد إلى أصفهان ، فلما قاربها تحول بركيا روق إلى الري ، ولقيهم أرعش النظامي في عساكره ، وإنما حمل النظامية على نصرة بركيا روق كراهتهم لتاج الملك ، فإنه الذي دبر في قتل مولاهم . قال : وأرسلت تركان خاتون العساكر لقتال بركيا روق ، فلما التقى العسكران انحاز جماعة من الأمراء الذين في عسكرها إلى خدمة بركيا روق منهم : الأمير باليرد ، وكمشتكين الجاندار ، وغيرهما ، فقوي بهم ، وكانت الحرب بينهم في آخر ذي الحجة من السنة ، فانهزم عسكر تركان خاتون ، وعاد إلى أصفهان ، وسار بركياروق في أثرهم ، وحصرهم بها .