كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 194 """"""
ذكر قتل تاج الملك
كان تاج الملك في عسكر تركان خاتون ، فانهزم إلى نواحي بروجرد فأُخذ ، وجيء به إلى عسكر بركياروق ، وهو يحاصر أصفهان ، وكان يعرف كفايته ، فأراد أن يستوزره ، فشرع في إصلاح أكابر المماليك النظامية ، وفرق فيهم مائتي ألف ، فزال ما في نفوسهم منه ، فوثب عثمان الذي كان نائب نظام الملك ، ووضع الغلمان الأصاغر النظامية ، واستغاثوا ألا تقنعوا إلا بقتل قاتل مولاهم ، ففعلوا ذلك ، وهجموا عليه ، وقطعوه عضواً عضواً ، وذلك في المحرم سنة ست وثمانين وأربعمائة ، فاستوزر بركياروق عز الملك بن نظام الملك ، واستولى بركياروق على الري ، وهمذان ، وما بينهما ، وقدم بغداد في أواخر سنة ست وثمانين ، وخطب له بها في يوم الجمعة رابع المحرم سنة سبع وثمانين وأربعمائة ، وحملت إليه الخلع ، فلبسها ، وعلم الخليفة على عهده ، ومات فجأة ، وتولى ابنه المستظهر بالله الخلافة ، فأرسل الخلع والعهد إلى السلطان بركياروق ، فأقام ببغداد إلى شهر ربيع الأول من ، وسار إلى الموصل ، ثم إلى نصيبين ، وكان بينه ، وبين عمه تتش من الحرب ما نذكره إن شاء الله تعالى .
ذكر انهزام بركياروق من عمه تتش ودخوله إلى أصفهان ووفاة أخيه محمود
قال : ولما اتصل بتتش وفاة أخيه ملكشاه من الشام ، وملك حلب ، وحران ، والرها ، والجزيرة جميعها ، وديار بكر ، وخلاط وآزربيجان ، وهمذان على ما

الصفحة 194