كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 195 """"""
نذكره في أخباره إن شاء الله تعالى ، فلما قار البلاد سار السلطان بركيا روق لدفعه عنها ، ووصل إلى أربل ، وقرب من جيش عمه ، ولم يكن معه غير ألف فارس ، وكان عمه في خمسين ألفاً ، فجهز عمه من أمرائه من كبس عسكره ، فهرب بركيا روق ، ونهب سواد عسكره ، ولم يق معه غلا برسق ، وكمشتكين الجاندار ، وبركيا روق ، وهم الأمراء الأكابر ، وخطب لعمه عند هذه الحادثة ببغداد على ما نذكره ، وسار هو إلى أصفهان ، وكانت تركان خاتون والدة أخيه محمود قد ماتت ، فخرج إليه أخوه الملك محمود ، وتلقاه ، وأدخله البلد ، وكان ذلك خديعة ليقبض عليه ، فلما دخل بركيا روق قبض عليه محمود ، وقصد سمله ، فاتفق أن محموداً حم وجدر ، فقال لهم أمين الدولة بن التلميذ الطبيب إن الملك قد جدر ، وما أراه يسلم ، والمصلحة إبقاء بركيا روق ، فإن مات صاحبكم ملكوه ، ولا تعاجلوه بالإتلاف ، فتركوه ، فمات محمود في سلخ شوال سنة سبع وثمانين وأربعمائة فكان هذا من الفرج بعد الشدة كما قيل : مصائب قوم عند قوم فوائد قال : ولما مات محمود حبس بركيا روق للعزاء بع ، واستوزر مؤيد الملك بن نظام الملك في ذي الحجة ، فكاتب الوزير الأمراء العراقيين والخراسانيين ، واستمالهم ، فعادوا كلهم إلى بركياروق ، فعظم شأنه وكثرت عساكره ، والتقى هو وعمه تتش في سنة ثمان وثمانين ، واقتتلوا بالقرب من الريّ ، فانهزم عسكر تتش ، وقتل على ما نذكره إن شاء الله تعالى في أخباره ، واستقامت السلطنة لبركياروق ، وفي ستة ثمان وثمانين ، عزل بركياروق وزيره مؤيد الملك بن نظام الملك واستوزر أخاه فخر الملك .
ذكر مقتل أرسلان أرغو
وفي المحرم سنة تسعين وأربعمائة قتل أرسلان أرغو بن الب أرسلان أخو ملكشاه بمرو ، وكان ملك خراسان ، وسبب قتله أنه كان شديداً على غلمانه كثير الإهانة لهم والعقوبة ، فطلب غلاماً منهم ، فاعتذر ، فلم يقبل عذره ، وضربه ، فأخرج الغلام سكينا ، فقتله بها ، وأخذ الغلام ، فقيل له : لم فعلت هذا ، فقال لأريح الناس منه . والله أعلم .
ذكر ملك بركياروق خراسان وتسليمها لأخيه سنجر
قال : كان السلطان بركيا روق قد جهز العساكر مع أخيه الملك إلى خراسان لقتال عنه أرسلان أرغو ، وجعل الأمير قماج أتابكا لسنجر ، ورتب في وزارته أبا الفتح أرغو ، وجعل الأمير قماج أتابكاً لسنجر ، ورتب في وزارته أبا الفتح علي بن الحسين الطوسي فلما وصلوا إلى الدامغان ، بلغهم خبر قتله ، فأقاموا هناك حتى لحقهم السلطان ، وساروا إلى نيسابور ، فوصلوها في خامس جمادى الأولى من السنة ، وملكها السلطان وسائر البلاد الخراسانية بغير قتال ، وسار إلى بلخ ، وكان