كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 196 """"""
عسكر أرسلان أرغو قد ملكوا ابنا صغيراً عمره سبع سنين ، فلما بلغهم قدوم السلطان أبعدوا إلى جبال طخارستان ، وطلبوا الأمان ، فأمنهم السلطان ، وحضروا إليه في خمسة عشر ألف فارس ، فأخذ ابن عمه ، وأحسن إليه ، وتسلمته والدة بركياروق تربية ، وتفرق جيشه في خدمة الأمراء ، وسار السلطان إلى ترمذ ، فسلمت إليه ، وأقام ببلخ سبعة أشهر ، وأرسل إلى ما وراء النهر ، فأقيمت لخ الخطبة بسمرقند ، ودانت له البلاد .
ذكر خروج أمير أميران
وفي سنة تسعين وأربعمائة خالف أمير اسمه محمد بن سليمان ، ويعرف بأمير أميران ، وهو ابن عم ملكشاه ، على السلطان بخراسان ، وتوج إلى بلخ ، واستمد صاحب غزنة ، فأمده بجيش كثير ، وشرط عليه أن يخطب له في جميع ما يفتحه من البلاد الخراسانية ، فقويت شوكته ، فسار إليه الملك سنجر بن ملكشاه صاحب خراسان أخو السلطان جريدة ، وكبسه ، وأسره ، وكحله .
ذكر ظهور السلطان محمد طبر ملكشاه والملك سنجر وخروجهما على أخيهما السلطان بركياروق والخطبة لمحمد
إنما ذكرنا أخبار السلطان محمد ، وأخيه سنجر في دولة السلطان بركياروق لأنه في هذا التاريخ كان هو الملك المشار إليه ، وهما كالخوارج عليه ، وإن كان محمد في هذه المدة ملك البلاد ، وخطب له ببغداد ، وغيرها إلا أنه لم يستقل بغير منازع ، فلهذا أوردناه الآن في دولة بركياروق ، وسنذكر سلطنته بعد وفاة السلطان بركياروق ، ثم نذكر بعده سلطنة السلطان سنجر إن شاء الله تعالى . كان السلطان محمد طبر ، وسنجر أخوين لأب وأم ، وأمهما أم ولد ، ولما مات والدهما السلطان ملكشاه كان محمد معه ببغداد ، فسار مع أخيه محمود ، ووالدته تركان خاتون إلى أصفهان ، فلما حصر بركياروق أصفهان خرج إليه محمد ، وسار معه إلى بغداد سنة ست وثمانين ، وأقطعه بركياروق كنجه ، وأعمالها ، وجعل معه الأمير ، فيلغ تكين أتابكاً له ، فلما