كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 197 """"""
قوي محمد قتله ، واستولى على جميع أعمالأران إلى كنجه من جملتها ، وظهرت شهامته واتفق أن السلطان عزل المؤيد الملك بن نظام الملك من وزارته ، فسار الأمير إلى الأمير أتسز ، وحسن له العصيان على السلطان ، فلما قتل أتسز سار مؤيد الملك إلى السلطان محمد ، فأشار عليه بمخالفة أخيه ، والسعي في طلب السلطنة ، ففعل ذلك ، وقطع خطبة السلطان بركياروق من بلاده ، وخطب لنفسه بالسلطنة ، واستوزر مؤيد الملك ، وذلك في سنة اثنين وتسعين وأربعمائة ، واتفق أن السلطان قتل وزيره مجد الملك الباسلاني في هذه السنة ، وكان قد تمكن منه ، فنفرت خواطر الأمراء من السلطان ، ففارقه مع جماعة منهم ، والتحقوا بمحمد ، فقوي بهم ، وسار نحو الري ، فسبقه إليها السلطان بركياروق ، وجمع العساكر ، وسار إلى أصفهان فأغلق أهلها الأبواب دونه ، فسار إلى خوزستان ، وورد السلطان محمد إلى الري ، واستولى عليها في ثاني ذي القعدة من السنة ، ووجد بها زبيدة خاتون ، والدة أخيه بركياروق ، فسجنها مؤيد الملك بالقلعة ثم خنقها .
ذكر إقامة الخطبة لمحمد ببغداد
قال : ولما قوي أمر السلطان محمد سار إليه سعد الدولة كوهراتين من بغداد ، وكان قد استوحش من السلطان بركياروق ، فاجتمع هو وكريوقا صاحب الموصل ، وجكرمش صاحب الجزيرة ، وسرجاب ابن صاحب كنكور ، وغيرها ، وساروا إلى السلطان محمد ، ولقوه بقم ، فخلع عليه سعد الدولة ، ورده إلى بغداد ، وسار بقيتهم في خدمته إلى أصفهان ، فلما وصل سعد الدولة إلى بغداد خاطب الخليفة في الخطبة إلى محمد ، فأجاب إلى ذلك ، وخطب له في يوم الجمعة سابع عشر في ذي الحجة سنة اثنين وتسعين وأربعمائة ، ولقب غياث الدنيا والدين .
ذكر إعادة الخطبة ببغداد للسلطان بركياروق
. قال : لما سار بركياروق إلى خوزستان عندما منع من دخول أصفهان كما ذكرناه جمع العساكر ، وكان أمير جيشه حينئذ ينال ابن أنوشتكين الحسامي ، فتجهز ،