كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 199 """"""
ذكر حال السلطان بعد الهزيمة وانهزامه أيضاً من أخيه سنجر
.
قال : ولنهزم السلطان بركياروق في خمسين فارساً ، فقصد الري ، فاجتمع معه جمع صالح ، فسار إلى أسفرايين ، ثم إلى نيسابور ، واستدعى الأمير ذاد حبشي بن التوتيان ، وكان بيده حينئذ أكثر خراسان ، وطبرستان ، وجرجان ، فاعتذر أن الملك سنجر قصد بلاده في هذا الوقت بعساكر بلخ ، وسأل السلطان أن يحضر إليه ليعينه على حرب الملك سنجر ، فسار إليه في ألفي فارس ، فعلم بقدومه الأمراء والأكابر من أصحاب سنجر دون الأصاغر ، وكان مع الأمير ذاد عشرون ألف مقاتل منهم رجالة الباطنية خمسة آلاف ووقع المصاف بين بركياروق ، وسنجر خارج البوسنجان ، فانهزم أصحاب سنجر أولاً ، واشتغل أصحاب بركياروق بالنهب ، وكانت الدائرة عليهم ، فانهزموا ، وأسر أكثر أعيان بركياروق وقتل أمير ذاد ، وسار بركياروق إلى جرجان ، ثم إلى دامغان ، وسار في البرية ، فرأى في بعض المواضع ، ومعه سبعة عشر فارساً ، وجمّازة واحدة ، ثم كثر جمعه ، فصار في ثلاثين ألف فارس ، وسار إلى أصفهان ، فسبقه السلطان محمد إليها .
ذكر الحرب بين السلطانين بركياروق ومحمد ثانياً ، وقتل مؤيد الملك
.
وفي سنة أربع وتسعين وأربعمائة في ثالث جمادى الآخرة كان المصاف الثاني بينهما ، وكان مع كل واحد منهما خمسة عشر ألف فارس ، فاستأمن كثير من أصحاب محمد إلى بركياروق ، ودام القتال بين الفريقين إلى آخر النهار ، فانهزم السلطان محمد ، ومن معه ، وأسر وزيره مؤيد الملك ، فأمر السلطان بقتله ، وأخذ ما كان له من الأموال والجواهر لبغداد ، والله أعلم بالصواب .

الصفحة 199