كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 208 """"""
زنكي بن برسق ، وأعاده إلى مرتبته ، واستنزله و عمه تكش ، وأخرج زنكي بن برسق ، وأعاده إلى مرتبته ، واستنزله وإخوته عن إقطاعهم وهي الأسر ، ونيسابور ، وغيرهما ما بين الأهواز وهمذان ، وأقطعهم عوض ذلك الدور وغيرها وفيها ظهر بنهاوند أيضا رجل من أهل السواد ، ادعى النبوة ، فأطاعه خلق كثير ، واتبعوه ، وباعوا أملاكهم ، ودفعوا أثمانها إليه ، وهو يخرج جميع ذلك ، وسمي أربعة من أصحابه آبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليا ، ثم قتل بنهاوند ، فكان أهلها يقولون : ظهر عندنا في مدة شهرين اثنان : أحدهما يدعى النبوة ، والآخر المملكة ، فلم يتم لأحد منها أمر ، والله أعلم .
ذكر ملك السلطان محمد قلعة شاه دز من الباطنية وقتل ابن عطاش
وفي سنة خمسمائة ملك السلطان القلعة التي كانت الباطنية ملكوها بالقرب من اصفهان ، واسمها شاه دز ، وقتل صاحبها أحمد ابن عبد الملك بن عطاش وولده ، وكانت القلعة قد بناها السلطان لملكشاه ، واستولى عليها بعده أحمد بن عبد الملك وكان قد أتصل بدز دار القلعة ، فلما مات استولى عليها ، وكان الباطنية بأصفهان قد ألبسوه تاجا ، وجمعوا له أموالا عظيمة ، فاشتد بأسه ، وكثر جمعه ، واستفحل أمره بالقلعة ، فكان يرسل أصحابه لقطع الطريق ، وأخذ الأموال ، وقتل من قدروا عليه ، فقتلوا خلقا كثيرا ، وجعلوا لهم على القرى السلطانية ، وأموال الناس ، ضرائب يأخذونها ؛ ليكفوا عنها الأذى ، فتعذر انتفاع السلطان بقراه ، والناس بأملاكهم ، ومشى لهم الأمر بما كان بين السلطان وأخيه من الاختلاف ، فلما صفت السلطنة لمحمد ، فخرج بنفسه ، وحاصرهم ، في سادس شعبان ، وأحاط بجبل القلعة ، فلما شاتد الحصار عليهم طلبوا أن ينزل بعضهم من القلعة ، ويرسل السلطان معهم من يحيمهم ، إلى أن يصلوا إلى قلعة الناظر بأرجان ، وكانت لهم ، وينزل بعضهم ، ويرسل معهم من يوصلهم إلى طبس ، وأن يقيم منهم في ضرس من القلعة ، إلى أن يصل إليهم من يخبرهم بوصول أصحابهم ، وينزلون حينئذن ويرسل السلطان معهم من يوصلهم ، إلى ابن

الصفحة 208