كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 215 """"""
حيتين عظميتين ، وسبق أصحابه إلى مخرجهال ، وسالر ثلاثمائة فارس إلأى غزنة ، وقيل : بل جمع سنجر عساكره ، والتقى هو وقدر خان ، واقتتلوا قتالا شديدا ، فانهزم أصحاب قدرخان ، وأسر وهو وحمل إلى سنجر ، فقتله ، وحضر ترمذ ، وبها كندغدي ، فطلب الأمان ، فأكرمه صاحبها علاء الدولة ، وقدمه وأحسن إليه ، قال : ولما قتل قدر خان أحضر السلطان سنجر شاه محمدا أرسلان بن سليمات بن داود بغرا خان من مرو وملكه سمر قند ، وهو من أولاد الملوك الخانية ، وأمه ابنة السلطان ملكشاه ، وكان قد دفع عن ملك آبائه ، فقصد مرو ، فأقام بها فأقام بها إلى آلآن ، فولاه سنجر أعمال قدرخان ، وسير معه العسكر ذفملك جميع البلاد ، وعظم شأنه ، وارتفع محله ، ودام في ملك ما وراء النهر ، وهو على الطاعة للسلطان سنجر ، إلى سنة سبع وخمسمائة ، فظهر منه ظلم للرعية ، واستخف بأوارم السلطان سنجر ، فتجهز بعساكره ، وقصده ، فخاف محمد ، وأرسل إلى السلطان يستعطفه ، واعترف بالخطأ ، فأجابه السلطان إلى الصلح ، على أن يحضر ويطأ بساطه ، فأرسل يذكر خوفه لسوء صنيعه ، وأنه يحضر إلى الخدمة ، ويخدم السلطان وبينهما نهر جيجون ، ثم يعاود بعد ذلك الحضور عنده ، والدخول عليه ، فأجاب السلطان إلى ذلك ، وكان سنجر على شاطيء جيجون من الجانب الغربي ، ومحمد من الجانب الشرقي ، فترجل وقبل الأرض وسنجر راكب ، وعاد كل منهما إلى خيامه ، وسكنت الفتنة ، فهذه الوقعة الأولى .
أما الثانية : فإنه لما مات علاء الدولة صاحب غزنة ، في شوال سنة ثمان وخمسملئة ، وملك ابنه أرسلان شاه ، وأمه سلجقية ، وهي أخت السلطان ألب أرسلان بن داود ، فقبض على إخوته وسجنهم ، وهرب أخ له اسمه بهرام شاه غلى خراسان ، والتحق بالسلطان سنجر ، فأرسل إلى أخيه في معناه ، فلم يفعل ، ولا أصغى إلى قوله سنجرشاه إلى المسير إلى غزنة ، ومعه بهرام شاه ، فلما بلغ بست اتصل به نصر بن خلف ، صاحب سجستان ، وسمع أرسلان شاه الخبر ، فسير جيشا كثيفا ، فهزمه سنجر ، وعاد من سلم إلى غزنة بأسوأ حال ، فخضع حينئذ أرسلان شاه ، وأرسل إلى الأمير أتسز ، وكان على مقدمة سنجر يضمن له الأموال الكثيرة ، ليعود عنه ، ويحسِّن إلى سنجر ، يضمن له الأموال الكثيرة ، ليعود عنه ، ويحسِّن إلى سنجز العود ، فلم يفعل فأرسل أرسلان شاه امرأة عمه نصر ، وهي أخت السلطان سنجر من والده بركياروق ، وكان علاء الدولة قتل زوجها ، ومنعها من الخروج عن غزنة ، وسألها سؤال سنجر في الصفح ، وأرسل معها

الصفحة 215