كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 216 """"""
الأموال والهدايا والتحف ، وكان معها مائتا ألف دينار ، وطلب من السلطان أن يسلم غليه أخاه بهرام شاه ، فوصلت إليه ، وكانت موغرة الصدر من أرسلان شاه ، فهونت أمره عند السلطان سنجر ، وأطمعته في البلاد ، وهونت عليه الأمر ، وذكرت له ما فعل بإخوته ، وأنه قتل بعضهم ، من غير أن يخرجوا عن الطاعة ، فسار الملك سنجر ، وأرسل خادما من خواصه برسالة إلى أرسلان شاه ، فقبض عليه واعتقله ، واستمر سنجر على سيره لقصد غزنة ، فلما سمع بقربه أطلق الرسول ، ووصل سنجر إلى غزنة ، فلما سمع بقربه أطلق الرسول ، ووصل سنجر إلى غزنة ، ووقع المصاف على فرسخ منها بصحراء شهراباذ ، وكان أرسلان شاه في ثلاثين الف فارس ، وخلق كثير من الرجالة ، ومعه مائة وستون فيلا عليهم المقاتلة ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، كان الظفر لسنجر شاه ومن معه ، ودخل غزنة ، وملك قلعتها ، ورتب بهرام شاه في الملك ، وقرر أن يكون الدعاء بغزنة للخليفة ، ثم للسلطان محمد ، ثم للمك سنجر ، وبعدهم لبهرام شاه ، وحصل لأصحاب سنجر من الأموال ما لا يحد ، وكان من دور ملوكها عدو دور ، على حيطانها ألواح الفضة وسواقي البساتين من الفضة ، فقلع أكثر ونهب ، فمنع سنجر أصحابه ، وصلب جماعة ، حتى كف الناس ، وكان من جملة ما حمل لسنجر خمسة تيجان قيمة ، أحدها يزيد على ألفي دينار وألف وثملثمائة قطعة مصاعغة مرصعة ، وسبعة عشر سريرا من الذهب والفضة ، وأقام بغزنة أربعين يوما ، حتى استقر بهرام شاه ، وعاد إلى خراسان ، ولم يخطب بغزنة لسلجقي قبله .
؟
ذكر القبض على الوزير محمد
قال : ولما عاد السلطان سنجر من غزنة قبض على وزيره أبي جعفر محمد بن فخر الملك أبي المظفر ، بن الوزير نظام الملك ، وكان سبب ذلك أنه أوحش الأمراء ، واستخف بهم ، فغضبوا من ذلك ، وشكوا إلى السلطان وهو بغزنة ، فاستمهلهم إلى أن يخرج من غزنة ، ووافق ذلك تغير السلطان عليه ، لأشياء نقمها منه ، منها أنه أشار على السلطان بقصد غزنة ، فلما قصدها ، ووصل إلى بست ، أرسل صاحبها أرسلان شاه إلى الوزير محمد ، وضمن له خمسمائة ألف دينار إن هو أثنى على السلطان سنجر عن قصدها ، ورده ، فلما أتته الرسالة أشار على السلطان بمصالحة أرسلان شاه ، والرجوع إلى خراسان ، فلم يوافقه على ذلك ، وفعل بمثل ذلك بم وراء النهر ، ومنها أنه نقل إليه أنه أخذ من غزنة أموالا عظيمة المقدار ، وغير ذلكن فلما عاد إلى بلخ قبض عليه ، وأخذ ماله وقتله ، وكان له من الجواهر والأموال شيء كثير ، ووجد له من العين ألف ألف دينار ، ولما قتله استوزر بعده شهاب الإسلام

الصفحة 216