كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 22 """"""
يغزوه ، فسار نحوه ، فرأى الأنهار التي في طريقه كثيرة الزيادة لا سيما سيحون فأرسل إلى آننديال عظيم الهند يطلب إذنه في العبور ببلاده إلى المولتان ، فلم يجب إلى ذلك ، فابتدأ محمود به ، وجاس خلال بلاده ، وأكثر فيها النهب والقتل والإحراق ، ففر آننديال بين يديه ، وتبعه إلى أن وصل إلى قشمير ، فلما سمع أبو الفتح بمقدم يمين الدولة علم العجز عنه ، فنقل أمواله إلى سرنديب ، وأخلى المولتان ، فوصل يمين الدولة إليها ، وملكها عنوة ، وألزم أهلها بعشرين ألف درهم عقوبة لعصيانهم
ذكر غزوة كواكير
قال : ثم سار إلى قلعة كواكير ، وكان صاحبها يعرف ببيدا ، وكان بها ستمائة صنم فافتتحها ، وحرق الأصنام ، فهرب صاحبها إلى قلعته المعروفة بكالنجار ، فسار خلفه إليها ، وهي حصن عظيم يسع خمسمائة إلف إنسان ، وفيه خمسمائة فيل ، وعشرون ألف دابة ، وفيه من الأقوات ما يكفي الجميع مدة ، فلما صار منه على سبعة فراسخ رأى من الغياض ما يمنعه عن سلوك الطريق ، فأمر بقطعها ، فقطعت ، ورأى في الطريق واديا عظيم العمق بعيد القعر ، فأمر أن يطم بالجلود المملوءة بالتراب فطموه ، ووصلوا القلعة ، فحاصرها ثلاثة وأربعين يوما ، فراسله صاحبها في الصلح ، فامتنع عليه ، ثم بلغه عن خراسان اختلاف بسبب قصد إيلك خان ، فصالحه على خمسمائة فيل وثلاثة آلاف منّ من الفضة ، ولبس خلعة يمين الدولة بعد أن استعفى من شد المنطقة ، فلم يعفه ، وشدها ، وقطع خنصره ، وأنفذها ليمين الدولة ، توثقه فيما يعتقدونه على عادة الهنود ، وعاد يمين الدولة إلى خراسان .