كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 220 """"""
إلى الأمير حسن تكين ، وعاد إلى خراسان ، فمات حسن تكين بعد مسير السلطان ، فملك بعده عليها محمود بن محمد خان .
وفي سنة خمس وعشرين مات السلطان محمود بن محمد ، أخي السلطان سنجر ، فسار السلطان إلى العراق ، والتقى هو وابن أخيه السلطان مسعود بن محمد ، فانهزمت جيوش مسعود ، وحضر هو إليه ، فأرساه إلى كنجة ، بعد أن كان مسعود استقر في السلطنة ، وأقام السلطان سنجر في السلطنة السلطان طغرل أخيه محمد ، وكان من أمره أمر أخيه مسعود ، ما نذكره إن شاء الله تعالى في أخبارهم .
ذكر مسير السلطان إلى غزنة وعوده
وفي ذي القعدة سنة تسع وعشرين وخمسمائة ، سار السلطان سنجر من خراسان إلى غزنة ، وسبب ذلك أنه نقل إليه عن صاحبها بهرام شاه أنه تغير عن طاعته ، ومد يده إلى ظلم الرعية ، واغتصاب أموالهم ، وكان سنجر هو الذي ملكه غزنة ، كما ذكرناه ، فلما قارب السلطان غزنة أرسل إليه بهرام شاه رسلا يبذل الطاعة ، والتضرع ، وسأل العفو عن ذنبه والصفح ، فأرسل إليه سنجر المقرب جوهر الخادم ، وهو أكبر أمير عنده ، ومن جملة إقطاعه الري في جواب رسالته يجيبه إلى العفو ، إن حضر عنده ، وعاد إلى طاعته ، فلما وصل المقرب إلى بهرام شاه أجاب بالسمع والطاعة ، وركب مع المقرب إلى بهرام شاه أجاب بالسمع والطاعة ، وركب مع المقرب ، وسار لتلقي السلطان ، فلما قاربا بالسلطان ونظر بهرام شاه إلى عسكره ، والخبر على رأسه ، نكص على عقبيه فلم يرجع ، وولى هاربا ، ولم يعرج على غزنة ، فسار السلطان ، ودخل غزنة ، وملكها واحتوى ما فيها ، وجبى أموالها ، وكتب إلى بهرام شاه يلومه على ما فعله ، وحلف أنه ما أراد به سوءاً ، ولا مطمع له في بلده ، ولا هو ممن يكدر صنيعه ، ويعقب حسنته معه بسيئة ، وإنما قصده لإصلاحه ، فأعاد بهرام شاه الجواب يعتذر ، ويتنصل ويقول : إن الخوف منعه من الحضور ، ولا لوم على من خاف السلطان ، فأجابه سنجر على إعادة بلده ، وفارق غزنة ، وعاد إلى خراسان ورجع بهرام شاه إلى غزنة .
؟
ذكر الحرب بين السلطان سنجر وخوارزم شاه
وفي سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة ، سار السلطان سنجر إلى خوارزم شاه أتسز بن محمد ؛ وذلك أنه بلغه أنه يحدث نفسه بالامتناع عليه ، وترك خدمته ، وجمع خوارزم شاه عسكره ، والتقوا فانهزم أصحاب خوارزم شاه ، ولم يثبتوا ، وقتل ولد