كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 221 """"""
خوارزم شاه ، وملك السلطان خوارزم ، واقطعها غياث الدين سليمان شاه ، ولد أخيه محمد ، وعاد إلى مرو ، في جمادى الآخرة منها ، وهذه الحرب هي التي أوجبت الفتن العظيمة ، التي نذكرها إن شاء الله تعالى .
ذكر انهزام السلطان سنجر من الأتراك الخطا ، وملكهم ما وراء النهر
وفي سنة ست وثلاثين وخمسمائة ، كانت الحرب بين السلطان سنجر وبين الخطا ؛ وسبب ذلك أن خوارزم شاه لما قتل ابنه في حرب السلطان ، كما ذكرناه ، حمله الألم إلى أن راسل ملك الخطا يستدعيه ، لقصد سنجر وملك بلاده ، ويهون عليه أمره ، فصار في ثلثمائة ألف عنان ، وسار سنجر إليه بجميع عساكره ، والتقوا بما وراء النهر ، واقتتلوا قتالا شديدا ، وانجلت الحرب عن هزيمة سنجر ، وقتل من أصحابه مائة ألف قتيل ، فيهم اثنا عشر ألفا كلهم أصحاب عمامة ، وأربعة آلاف امرأة ، وأسرت زوجة السلطان سنجر ، وهي تركان خاتون ، ثم فديت بخمسمائة ألف دينار ، وانهزم سنجر إلى ترمذ ، ولم ينهزم قبلها ، ولما تمت هذه الهزيمة أرسل إلى ابن أخيه السلطان مسعود ، وأذن له أن يتصرف في الري ، وما معها ، على قاعدة أبيه السلطان محمد ، وأمره أن يكون مقيماً بها بعساكره ، بحيث إنه إذا احتاج إليه استدعاه ، ففعل ذلك ، وملك الخطا ما وراء النهر ، وتغلب خوارزم شاه على البلاد ، في هذا التاريخ ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى في أخباره ، وفي سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة حاصر السلطان سنجر خوارزم شاه بخورازم ؛ فراسله ، وبذل الطاعة والأموال ، فقبل السلطان ذلك منه ، وعاد عنه .
؟
ذكر انهزام السلطان سنجر من الغز ، وأسره ، وذكر أحوال الغز
ولنبدأ بذكر حال هؤلاء الغز ، ومبدأ أمرهم ، وما كان منهم إلى أن اسروا السلطان ، فنقول ، إنهم طائفة من الترك المسلمون ، كانوا بما وراء النهر ، فلما ملك الخطا أخرجوهم من بلاد ما وراء النهر ، فقصدوا خراسان ، وكانوا خلقا كثيرا ، فأقاموا بنواحي بلخ ، يرعون في مراعيها ، وكان لهم أمراء ، وهم : دينار ، وبختيار ، وطوطى ، وأرسلان ، وجغر ، ومحمود ، فأراد الأمير قماج ، وهو مقطع بلخ إبعادهم ، فصانعوه لشيء بذلوه له ، فعاد منه ، وأقاموا على عادة حسنة ، لا يؤذون أحداً ، ويقيمون