كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 223 """"""
ويقاتلانهم ، وكانت الحرب بينهم سجالا ، وغلب كل منهم على ناحية من خراسان ثم سار السلطان من ترمذ إلى جيحون ، يريد العبور إلى خراسان ، واتفق أن علي بك مقدم القادغلية توفي ، وكان اشد على السلطان من كل أحد ، فأقبلت القادغلية ، وغيرهم ، من أقاصي البلاد وأدانيها إلى السلطان ، وعاد إلى دار ملكه بمرو .
ذكر وفاة السلطان سنجر شاه
وشيء من أخباره وسيرته
كانت وفاته في شهر ربيع الأول سنة اثنتين خمسين وخمسمائة ، أصابه قولنج بعد ذرب فمات منه ، ودفن بقبة بناها لنفسه ، وسماها دار الآخرة ، وكان مولده بسنجار في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة سبع وسبعين وأربعمائة ، فكان عمره أربعا وسبعين سنة وثمانية اشهر ، ومدة ملكه - منذ سلم له أخوه السلطان بركياروق خراسان ، في خامس جمادى الأولى سنة تسعين وأربعمائة ، وإلى هذا التاريخ - إحدى وستين سنة وعشرة أشهر وأياما ، ومنذ استقل بالسلطنة ، بعد وفاة أخيه محمد نحوا من أربعين سنة ، ولم يزل أمره عاليا إلى أن أسره الغز ، كما ذكرناه ، وكان من أكابر الملوك ، وعظمت مملكته ، ملك من نهاوند ، وغزنة ، وسمرقند ، إلى خراسان ، وطبرستان ، وكرمان ، وسجستان ، وأصفهان ، وهمذان ، والري ، وأذربيجان ، وأرمينية ، ودانية ، والعراق ، وبغداد ، والموصل ، وديار بكر ، وربيعة ، ومضر ، والجزيرة ، والشام ، والحرمين ، وخطب له من منابرها ، وضربت السكة باسمه ، في هذه الأقاليم وبلادها ، ووطئت ملوكها بساطه ، وكان من أعظم الملوك همة ، وأكثرها عطاء ، ذكر عنه أنه اصطبح خمسة أيام متواليات ، ذهب في الجود بها كل مذهب ، فبلغ ما أعطاه من العين سبعمائة ألف أحمر ، غير ما وهب من الخيول ، والخلع ، وغيرها ، وفرق في يوم واحد ألف ثوب أطلس ، واجتمع في خزانته ما لم يسمع أنه اجتمع في غيره من الأكاسرة ، قال الشيخ جمال الدين أبو الحسن علي بن أبي المنصور ابن ظافر بن حسين الأزدي ، صاحب كتاب الدول المنقطعة : صح عند