كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 225 """"""
الوزير نظام الملك ، ثم قتله كما قدمناه ، واستوزر بعده الوزير شهاب الإسلام عبد الدوام ابن إسحاق ، أخي نظام الملك ، إلى أن توفي بسرخس ، في يوم الخميس سابع المحرم سنة خمس عشرة وخمسمائة ، واستوزر بعده الوزير بغاي الكاشغري ، فأحسن التدبير ، وكان أعور ، فصرفه في نصف صفر سنة ثمان عشرة ، واستوزر بعده معين الدين مختص القاشاني ، فقتله الباطنية ، في تاسع عشر صفر سنة إحدى وعشرين ، فاستوزر نصير الدين أبا القاسم محمود بن أبي توبة المروزي ، وكان من افضل الوزراء ، وأجملهم سيرة ، وأحسنهم طريقة ، وأغزرهم أدبا وعلما ، وكثر أيامه أهل العلم والأدب ، وصرف في سنة ست وعشرين ، واستوزر الوزير القوام أبا القاسم الدزكزيني ، واستمر في وزارته إلى أن توفي ، في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة .
قال : ولما حضرت السلطان سنجر الوفاة استخلف على خراسان الملك محمود بن محمد بغراجان ، وهو ابن أخت السلطان ، ولم يكن من السلجقية ، وإنما هو من أولاد الملوك الخانية ، فأقام بها خائفا من الغز ، وبقيت خراسان على هذا الاختلاف ، إلى سنة أربع وخمسين وخمسمائة ، ثم راسله الغز ، وسألوه أن يملكوه عليهم ، فالتحق بهم ، ثم خلع في جمادى الآخرة سنة ست وخمسين ، وسمل ، وإنما أوردنا اسمه ها هنا ، على سبيل الاستطراد ؛ ولأن سنجر عهد إليه بالملك بعده .
انتهت أخبار الدولة السلجقية بخراسان وما يليها ، والله أعلم بالصواب ، وإليه المرجع والمآب . كمل الجزء السادس والعشرون من كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري رحمه الله ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .

الصفحة 225