كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 23 """"""
ذكر عبور عسكر ايلك خان إلى خراسان
كان يمين الدولة لما ملك خراسان من السامانية ، وملك إيلك خان ماوراء النهر منهم تراسلا ، وتوافقا ، وتزوج يمين الدولة أبنة إيلك خان وانعقدت بينهما مصاهرة ومصالحة ، فلم تزل السعادة حتى أفسدوا ذات بينهما ، وكتم إيلك خان ما في نفسه ، فلما سار يمين الدولة إلى المولتان اغتنم إيلك خان غيبته عن البلاد ، فسير سباشي تكين صاحب جيشه إلى خراسان ، وذلك في سنة ست وتسعين وثلاثمائة في معظم جنده ، وجهز أخاه جعفر تكين إلى بلخ في عدة من الأمراء ، وكان يمين الدولة قد جعل بهراة أميراً من أمرائه يقال له أرسلان : الجاذب ، وأمره إذا ظهر عليه مخالف ينحاز إلى غزنة ، فلما عبر سباشي تكين غلى خراسان سار أرسلان إلى غزنة ، وملك سباشي هراه ، وأرسل إلى نيسابور من استولى عليها ، فوصلت الأخبار يمين الدولة وهو بالهند ، فعاد لا يلوي على شيء ، فلما قارب غزنة فرق الأموال في عساكره ، وقواهم ، واستنفر الأتراك الخلجيه ، فجاءه منهم خلق كثير ، فسار بهم إلى نحو بلخ ، وبها جعفر تكين أخو إيلك خان ، فعبر إلى ترمذوونزل نحو مرو ليعبر النهر ، فقاتله التركمان ، فهزمهم ، وقتل منهم مقتلة عظيمة . ثم سار نحو أبيورد ، فتبعه عسكر يمين الدولة ، فوصل إلى جرجان ، فأخرج عنها ، ثم عاد إلى خراسان ، فعارضة يمين الدولة ، فمنعه من قصده وأسرا أخو سباشي تكين ، وجماعة من قواده ، ونجا هو في بعض أصحابه ، فعبر النهر ، وانهزم من كان ببلخ مع جعفر تكين ، وتسلم يمين الدولة خراسان .
ذكر انهزام ايلك خان من يمين الدولة
قال : ولما اخرج يمين الدولة عساكر إيلك خان من خراسان راسل إيلك خان قدرخان ابن بغراخان ملك أتختن لقرابة بينهما ، واستعان به ، فاستنفر الترك من أقاصي بلادها ، وسا نحو خراسان ، واجتمع هو وآيك خان فعبرا النهر ، واتصل خبرهم بيمين الدولة ، وهو بطخارستان ، فسبقهما إلى بلخ ، واستعد للحرب ، وجمع

الصفحة 23