كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 25 """"""
وأربعمائة منّ . وكان في الحصن بيت مملوء من الفضة طوله ثلاثون ذراعا وعرضه خمسة عشر ذراعا ، فأخذ جميع ما فيه إلى غير ذلك من الأمتعة ، وعاد إلى غزنة بهذه الغنائم ، ففرش الجواهر في صحن داره ، وكان قد اجتمع عنده رسل الملوك ، فشاهدوا ما لم يسمعوا مثله .
وفي سنة أربعمائة غزا يمين الدولة الهند وأحرقها ، واستباح ، ونكس أصنامها ، فلما رأى ملك الهند انه لا قوة له به راسله في الصلح والهدنة على مال يؤديه إليه وخمسين فيلا ، وأن يكون له في خدمة يمين الدولة ألفا فارس لا يزالون ، فقبض ذلك منه ، وصالحه ، وعاد إلى غزنة .
ذكر غزوة بلاد الغور واستيلائه عليها
وبلاد الغور تجاور غزنة ، وهي جبال منيعة ، ومضايق ، وكان أهلها قد كثر فسادهم ، وتعديهم يقطعون الطريق ويخيفون السبيل ، فأنف يمين الدولة من ذلك ، فسار إليهم في سنة إحدى وأربعمائة ، وقاتلهم أشد قتال ، ثم سار إلى عظيم الغورية آلاف مقاتل ، فقاتلهم إلى أن أنتصف النهار ، فأمر يمين الدولة أن ينهزم المسلمون ، فانهزموا وتبعهم ابن سوري حتى أبعدوا عن المدينة ، ثم عطف المسلمون على الغوريه ، ووضعوا فيهم السيف ، وملك المدينة ، وأسر بن سوري ، فشرب سماًّ كان معه ، فمات ، وأظهر يمين الدولة شعائر الإسلام في بلاد الغور ، وجعل عندهم من يعلمهم شعائر الإسلام وشرائعهم . ثم سار إلى طائفة أخرى من الكفار ، فقطع مفازة رمل ، ولحق عساكره عطش عظيم حتى كادوا يهلكون بسببه ، فأرسل الله تعالى عليهم مطرا سقاهم ، وسهل عليهم سلوك الرمل ، فوصلوا إلى الكفار ومعهم ستمائة فيل ، فقاتلهم أشد قتال كان الظفر فيه لمسلمين ، وانهزم الكفار ، واخذ غنائمهم وعاد سالما .
ذكر ملكه قصدار
وفي سنة اثنتين وأربعمائة ملك يمين الدولة قصدار . وسبب ذلك أن ملكها كان قد صالحه على قطيعة ف كل سنة يؤديها إلا يمين الدولة ، ثم قطعها اغترار بحصانة بلده ، وكثرة المضايق في الطريق إليه ، واحتمى بأيلك خان ، وكان يمين الدولة إذا

الصفحة 25