كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 28 """"""
قتالا شديدا ، فانهزموا وأخذهم بالسيف من ورائهم ، ولقوا نهرا عميقا ، فاقتحموه ، فغرق أكثرهم ، فكان القتلى والغرق قريبا من خمسين ألفا . وعمد كلجند غلا زوجته ، فقتلها ثم قتل نفسه ، وغنم المسلمون أمواله وملكوا حصونه ، ثم سار نحو بيت متعبد لهم وهو مهرَّة بالهند ، وهو من أحصن الأبنية علة نهر ، ولهم فيه كثير من الأصنام من جملتها خمسة أصنام من الذهب الأحمر مرصعة بالجوهر زنتها ستمائة ألف وسبعون ألف وثلاثمائة مثقال ، وبه من الأصنام المصنوعة من الفضة نحو مائتي صنم ، فأخذ يمين الدولة جميع ذلك ، وأحرق الباقي ، وسار نحو قنَّوج وصاحبها جيبال ، فوصل إليها في عبن ، فرأى صاحبها قد فارقها وعبر النهر المعروف نهر كنك ، وهو نهر شريف معظم عندهم وتقدّم خبره في باب الأنهار فأخذها يمن الدولة وسائر قالعها وأعمالها وهي على نهر المذكور أنها عملت من مائتي ألف إلى ثلاثمائة ألف سنة كذبا منهم . ولما افتتحها أباحها عسكره . ثم سار إلى قلعة البراهمة ، فقتلهم فتثبتوا واستسلموا للقتل ، فقتلوا ، ولم ينج منهم إلا القليل . ثم سار نحو قلعة آسي وصاحبها جندياك ، فلما قاربها هرب صاحبها ، فأخذها يمين الدولة بما فيها ، ثم سار إلا قلعة شروه وصاحبها جنداري ، فلما قاربه نقل ما له وفيلته إلى جبال هناك منيعة ، فنازل يمين الدولة حصنه وافتتحه ، وغنم ما فيه وسار في طلب جنداري جريدة ، فلحقه في آخر شعبان فقاتله ، وقتل رجاله ، وأسر كثيرا منهم ، وغنم ما معه من مال وفيلة ، ونجا جذاري في نفر يسير من أصحابه . ثم عاد يمين الدولة إلى غزنة ، فبنى بها الجامع الذي لم يسمع بمثله ، وأنفق ما غنم في هذه الغزوة على بنائه . والله أعلم بالصواب .
ذكر أخبار الخانية بما وراء النهر والأتراك
وفي سنة ثمان وأربعمائة خرج الترك من الصين ، وسبب ذلك أن طغان خان مرض مرضا شديدا ، وطال به المرض ، فطمعوا في البلاد ، وساروا من الصين في عدد يزيد عن ثلاثمائة ألف خركاه من أجناس الترك منهم الخطا الذين ملكوا ما وراء النهر ، فساروا إلى أن قربوا من بلاد ساغون ، ويبقى بينهم وبينها ثمانية أيام واستولوا

الصفحة 28