كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 31 """"""
الملك ، وعادا فصارت الأعمال المتاخمه لنهر جيحون لشمس الملك ، وأعمال الخافقة في أيديهما ، والحد بينهما خجندة . ثم مات شمس الملك ، فملك بعده أخوه خضرخان ، ثم مات ، فملك بعده ابنه أحمد خان ، وهو الذي قبض عليه السلطان ملكشاه السلجقي ، ثم أعاده إلى ولايته ، أحمد هذا هو ابن أخي تركان خاتون زوجة السلطان ملكشاه ، وكان أحمد خان قبيح الصورة والفعل كثير المصادرات ، فنفَّر الرعية منه ، وكاتبوا السلطان ملكشاه السلجوقي ، واستغاثوا به ، وسألة أن يقدم عليهم ليملك بلادهم ، فعبر ما وراء النهر في سنة اثنين وثمانين وأربعمائة ، وملك بخارى ، وما جاورها ، ثم سار إلى سمرقند ، فملكها ، وهرب أحمد خان ، واختفى في بيوت بعض العامة ، فغمز عليه ، وحمل إلى السلطان ، وفي عنقه حبل ، فأكرمه السلطان ، وأرسله إلى إصفهان ، واستولى ملكشاه على سمرقند وبخارى ، واستعمل عليها من قبله على ما نذكر ذلك إن شاء الله تعالى في أخبار الدولة السلجقية . ثم ملك محمود خان ، وكان جدّه من ملوكهم ، وكان أصمّ ، فقصده طغان خان صاحب طراز ، فقتله ، واستولى على الملك . واستناب بسمرقند أبا المعالي محمد بن محمد ابن زيد العلوي البغدادي ، فأقام ثلاث سنين وعصى على طغان خان ، فحاصروه ، وقتله معه خلقا كثيرا ، ثم خرج طغان خان إلى ترمذ يريد خراسان ، فلقيه السلطان سنجر السلجقي ، فظفر به وقتله ، وصار له أعمال ما وراء النهر ، فاستناب بها محمد خان بن كمشتكين بن إبراهيم بن طفغاج خان ، فأخذها منه عمر خان ، وملك سمرقند ثم هرب من جنده ، وقصد خوارزم ، فظفر به السلطان سنجر ، وولي محمد خان سمرقند ، وولي محمد تكين بن طغان تكين بخارى هؤلاء ملوك سمرقند وما والاها .
وأما كاشغر وهي مدينة تركستان ، فإنها كانت لأرسلان خان بن يوسف قدر خان ، ثم صارت بعده لمحمود بغرا خان صاحب طراز والشاش خمسة عشر

الصفحة 31