كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 32 """"""
شهرا ، ثم مات ، فولى بعده طغرا خان بن يوسف واستولى على املك ، وملك بلا ساغون ، وكان ملكه ستة عشر سنة .
ثم توفي ، وملك ابنه طغرل تكين فأقام شهرين ، ثم أتى هارون بغراخان أخو يوسف طغرل خان بن طفغاج بغراخان ، وعبر كاشغر ، وقبض على هارون ، وأطاعه عسكره ، وملك كاشغر وختن ، وما يتصل بها إلى بلاساغون ، وأقام في الملك عشرين سنة ، وتوفي في سنة ست وتسعين وأربعمائة ، فولى بعده ابنه أحمد أرسلان خان ، وراسل الخليفة المستظهر بالله يطلب منه الخلع والألقاب . فأرسل إليه ما طلب ولقبه نور الدولة ، ثم صار ملك ما وراء النهر لملوك الخطا ، وانقرضت الدولة الخانية ، وإنما ذكرناها في هذا الموضع لاتحادها وقربها من الدولة الغزنوية ، ولتكون أخبارهم متوالية .
نرجع إلى أخبار يمين الدولة محمود بن سبكتكين .
ذكر غزوة الهند والأفغانية
وفي سنة تسع وأربعمائة جمع يمين الدولة من الجموع ما لم يجمع قبله مثله ، وسبب ها الاهتمام أنه لما فتح قنوٌّج ، وهرب صاحبها منها ويلقب براي قنوج ، وراي لقب لملك ككسري ، وقيصر ، فلما عاد إلى غزنة أرسل بيدا عظيم ملوك الهند وقسم مملكته كجوراهة رسلا إلى راي قنوج واسمه راجيبال يوبخه على هربه ، وتسلم بلاده للمسلمين ، وطال الكلام بينهما ، فآل ذلك إلى الحرب بينهما ، فقتل راجيبال وأكثر جنوده ، فازداد بذلك عظمة وعتوا ، وقصده بعض ملوك الهند الذين ملك يمين الدولة بلادهم ، وخدموه ، وصاروا في جملة جنده ، فوعدهم بإعادة ممالكهم إليهم ، فاتصل ذلك بيمين الدّولة ، فتجهّز للغزو ، وقصد بيدا ، وسار من غزنة ، وابتدأ بالأفغانية ، وهو كفَّار يسكنون الجبال ويفسدون ، ويقطنون الطريق ، فخرّب بلادهم ، وأكثر فيهم القتل والأسر ، ثم استقل في السير ، وبلغ في الهند ما لم يبلغه غيره ، وعبر نهر الكنك ، فلما جاوزه وجد قافلةً تزيد على ألف جمل ، فغنمها وسار ، فأتاه خبر ملك من ملوك الهند ، يقال له تروجينال ، أنه قد سار من بين يديه يريد بيدا ليحتمي به ، فلحقه في رابع عشر شوال ، فاقتتلوا عامّة نهارهم ، فانهزم تروجينال ومن معه ، وكثر فيهم القتل والأسر ، وغنم المسلمون أموالهم وأهليهم ، وأخذوا منهم جواهراً كثيرة ، وما يزيد على مائتي فيل ، وخرج ملكهم ، وأرسل يطلب الأمان ، فلم

الصفحة 32