كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 36 """"""
ارتَّد عن الإسلام ، ففارقها واحتمى بغياض منيعة ، فأحاط يمين الدّولة بتلك الغياض ؛ فقتل أكثر من ها من الهند وغرق بعضهم ولم ينجح منهم إلا القليل ، ثم سار إلى بهاطية فأطاعه أهلها ، فرحل إلى غزنة ، فوصلها في عاشر صفر سنة سبع عشره وأربعمائة ، فكانت غيبته في هذه الغزوة ستة اشهر .
ذكر ملكه الريّ وبلد الجبل
وفي سنة عشرين وأربعمائة سار يمين الدولة نحو الريّ فانصرف منوجهر بن قابوس صاحب جرجان وطبرستان بين يديه ، وجمل إليه أربعمائة ألف دينار ، وكان مجد الدّولة بن فخر الدولة ابن بويه قد كاتب يمين الدولة يشكو إليه من جنده ، وكان متشاغلاً بالنساء ، ومطالعة الكتب ، ونسخها . وكانت أمهّ تدبر المملكة ، فلما ماتت طمع فيه الجند . وقال : فلما وصلت كتبه إليه سير إليه جيشا ، وجعل المقدَّم عليهم حاجبه ، وأمره بالقبض على مجد الدولة ، فسار إلى الريّ ، ودخلها في شهر ربيع الآخر ، وأخذ من الأموال ألف ألف دينار ، ومن الجواهر ما قيمته خمسمائة ألف دينار ، ومن الثياب ستة آلاف ثوب ، ومن الآلات وغيرها مالا يحصى قيمته ، وأحضر مجد الدولة وسيَّره إلى خراسان . ثم ملك قزوين ، وقلاعها ، ومدينة ساوة ، وآوه ، وياقت ، وقبض على صاحبها ، وسيره إلى خراسان .
ولما ملك يمين الدولة الريّ ، كتب إلى الخليفة القادر بالله يذكر أنه وجد لمجد الدولة من النساء الحرائر ما يزيد على خمسين امرأة ولدن له نيفا وثلاثين ولدا ، وانه لما سئل عن ذلك قال : هذه عادة سلفي ، وصلب من أصحابه الباطنية خلقا كثيرا ، ونفى المعتزلة إلى خراسان ، وأحرق كتب الفلسفة ومذاهب الاعتزال ، واخذ ما سواها من الكتب ، فكانت مائة حمل ، وتحَّصن منوجهر بن قابوس بن وشمكير بجبال حصينة ، فلم يشعر إلا وقد أطل يمين الدولة عليه ، فهرب إلى غياض ملتفَّة حصينة ، وبذل له خمسمائة ألف دينار ، فأجابه يمين الدولة إلى ما

الصفحة 36