كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 37 """"""
طلب . وقبض المال وسار عنه إلى نيسابور . ثم توفِّي منوجهر عقيب ذلك ، وولى بعده ابنه أنوشروان ، فأقره محمود على ولايته ، وقرَّر عليه خمسمائة ألف دينار أخرى ، وخطب لمحمود في أكثر بلاد الجبل إلى حدود أرمينية . وخطب له بأصفهان ، وملهما من علاء الدولة . وعاد عنها واستخلف بها بعض أصحابه ، فثار أهلها ، فقتلوه ، فعاد إليهم مسعود ، فقتل منهم نحو خمسمائة قتيل . وسار إلى الريّ فأقام بها والله أعلم بالصواب .
ذكر ملك مسعود بن يمين الدولة محمود همذان
وفي سنة إحدى وعشرين وأربعمائة سيّر مسعود جيشا إلى همذان ، فملكها من نواب علاء الدولة بن بويه ، وسار هو إلى أصفهان ، ففارقها علاء الدولة ، فغنم مسعود ما كان له بها من دواب وسلاح وذخائر وغير ذلك ، ثم عاد إلى بلاده .
ذكر غزوة للمسلمين بالهند
وفي هذه السنة غزا أحمد بن ينال تكين النائب عن محمود بن سبكتكين ببلاد الهند مدينة برسى ، وهي من أعظم مدن الهند ، وكان معه نحو مائة ألف فارس وراجل ، فشنّ الغارة على البلاد ، ونهب وسبى ، فلما وصل إلى المدينة ، دخل من أحد جوانبها ونهب المسلمون يوما كاملا ، ولم يفرغوا من سوق العطارين والجوهريين فحسب ، وباقي أهل الهند ، فلما جاء المساء لم يجسر أحد على المبيت فيه لكثرة أهله ، وبلغ من كثرة ما نهب المسلمون أنهم اقتسموا الذهب والفضة بالكيل ، ولم يصل لهذه المدينة عسكر المسلمين من قبله ولا بعده .
ذكر وفاة يمين الدولة محمود بن سبكتكين وشيء من سيرته
كانت وفاة رحمه اله في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وأرعمائة ومولده يوم عاشوراء سنة ست وستين وثلاثمائة ، فكان عمره إحدى وستين وثلاثة أشهر

الصفحة 37