كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 4 """"""
وأخذها من بغرا نائب السعيد الساماني ، ولم يكن لهؤلاء الذين ذكرناهم كبير مملكة ، وإنما كانوا يستولون على بلد من البلاد ، ويقيمون بها مدة ، ثم يخرجون عنها ويستولون على غيرها .
أول من تقدم من الدَّيلم ، وكثرت أتباعه ، وعلا اسمه ؛ واتسعت مملكته .
أسفار بن شيرويه الديلمي
ونحن نذكر حاله من ابتداء أمره ، وما آل إليه ، ومن ملك بعده من الديلم والجيل إلى حين انقراض دولتهم إن شاء الله تعالى ، فتقول : كان أسفار هذا من أصحاب ما كان بن كالى الديلمي ، وكان سيئ الخلق والعشرة ، فكرهه ما كان ، وأخرجه من عسكره ، فالتحق ببكر بن محمد بن اليسع بنيسابور ، وأقام في خدمته إلى أن قتل ابن الأطرش الحسن بن كالى أخا ما كان بجرجان ، واستقل ابن الأطرش بالأمر ، وجعل مقدم جيشه علي بن خرشيد ، فكتب إلى أسفار يستقدمه ، فاستأذن بكراً بن محمد ، وسار إلى جرجان ، واتفق مع علي بن خرشيد ، وضبطا تلك الأعمال لا بن الأطرش ، فسار إليهم ما كان بن كالى ، وقاتلهم ، فهزموه ، وأخرجوه عن طبرستان ، وملوكها ، وأقاموا بها ، ثم اتفقت وفاة ابن الأطرش ، وعلي بن خرشيد ، فاستقل أسفار بالأمر ، وانفرد به ، فجاءه ما كان ابن كالى ، وهزمه ، وأخرجه عن البلاد ، فرجع إلى بكر بن محمد ابن اليسع بجرجان ، فأقام بها إلى أن توفي بكر ، فتولاها أسفار من قبل السعيد نصر بن أحمد الساماني في سنة خمس عشرة وثلاثمائة ، وأرسل أسفار إلى مرداويج بن زياد الجيلي يستدعيه إليه ، فجاءه وجعله أسفار أمير جيشه ، وأحسن إليه ، وقصدا طبرستان واستولوا عليها . وكان ما كان بن كالى مع الحسن بن القاسم الداعي العلوي بالريّ ، وقد استولى عليها ، وأخرج عنها نواب السعيد ، واستولى على قزوين ، وزنجان ، وأبهر ، وقم ، فسار نحو طبرستان ، والتقى هو وأسفار عند سارية ، واقتتلوا قتالا شديدا ، فانهزم معظم أصحاب الحسن ؛ قصدا للهزيمة لكراهيتهم له ، فإنه كان يمنعهم من المظالم ، وشرب الخمر ، وارتكاب المحارم ، فكرهوه ، وكان أيضاً قد قتل جماعة منهم ، فخذلوه في
الصفحة 4
240