كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 41 """"""
والصِّلات ، وعمّر كثيراَ من الشعر ويجيز الشعراء ، وأعطى شاعراً ألف دينار ، وأجاز آخر عن كل بيت ألف درهم .
ذكر سلطنة جلال الدولة محمد بن محمود السلطنة الثانية وقتله
ملك ثانيا عند انهزام أخيه مسعود في ثالث عشر شهر ربيع الآخر سنة اثنين وثلاثين وأربعمائة ، كان أخوه قد سمله ، وما طلب للولاية امتنع من قبولها ، فتهدده القواد بالقتل فأجاب ، وفوض الأمر إلى ولده أحمد ، وكان فيه هوج ، فقتل عمه مسعودا ، وقل : إن مسعودا حبس دخل عليه الرحمن وعبد الرحيم أولاد محمد ، فأخذ عبد الرحمن القلنسوة من على رأس عمِّه مسعود ، فأخذها عبد الرحمن من يده ، وأنكر عليه ، وقبلها ووضعها على رأس عمه مسعود ، وكان ذلك سبب سلامته .
قال : وكتب السلطان محمد إلى مودود بن أخيه مسعود يقول له : غم والدك قتل قصاصاً ، قتله أولاد أحمد نيالتكين بغير رضاي ، فأجابه مودود من خراسان يقول : أطال الله الأمير ، ورزق ولده المعتوه عقلا يعيش به فقد ركب أمرا عظيما ، وأقدم على إراقة دم ملك مثل والدي الذي لقبه أمير المؤمنين سيِّد الملوك والسلاطين ، وستعلمون في أي حتف تورّطم ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، ثم كتب شعرا : نفلِّق هاماً من كرامٍ اعزّة . . . علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما
قال : وطمع الجند في محمد ، ونقصت هيبة الملك ، فمدوا أيديهم إلى أموال الرعايا ونهبوها ، فخربت البلاد ، فكان الملوك يباع في بعض المدن بدينار . وقال : وسار مودود بن مسعود من خراسان إلى غزنة ، وعاد عمه

الصفحة 41