كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 42 """"""
محمد والتقيا ، فانهزم محمد وعسكره وقبض عليه وعلى ولده أحمد ، فقتلهما مودود في شعبان سنة اثنين وثلاثين وأربعمائة ، فكانت مدة سلطنة محمد الأولى سعة أشهر ، والثانية أربعة أشهر وأياما .
ذكر سلطنة مودود بن مسعود بن محمود بن سبكتكين
وهو السادس من ملوك الدولة الغزنوية . كان ملكه بعد انهزام عمه جلال الدولة محمد . وقال : ولما التقوا وانهزم محمد وعسكره ، ثم قبض عليه وعلى أولاده وأنوشتكين البلخي والخصي وابن علي خشاوند ، فقتلهم مودود ، ولم يترك منهم إلا عبد الرحمن ابن عمه بن محمد لإنكاره على أخيه ، وأخذ القلنسوة من رأس مسعود ، وبنى مودود في موضع الوقعة قريةً ورباطًا وسهمّاها فتح أباد ، وقتل من كان له تسبب في القبض على أبيه ، ودخل غزنة في الثالث والعشرون من شعبان سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة ، واستوزر أبا نصر أحمد بن محمد بن عبد الصمد وزير أبيه ، وأظهر العدل ، وأحسن السيرة ، وسلك سيرة جده محمود بن سبكتكين .
ذكر مخالفة محمود بن مسعود على أخيه مودود ، ووفاة محمود
كان مسعود قد جهّز ابنه محمودا إلى بلاد الهند في سنة ست وعشرون وأربعمائة ، فبلغه خبر وفاة أبيه ، وما آل الأمر إليه من سلطنة أخيه ، وكان قد فتح لهاوور ، وملتان ، فاخذ الأموال ، وأظهر الخلاف على أخيه مودود ، فالضطرب لذلك ، وجهز جيشا لمنعه ، فعرض محمود العساكر ، وانفق فيهم الأموال ليأخذ البلاد من أخيه مودود وعَّيد عيد الأضحى ، وأقام بعده ثلاثة أيام ، وأصبح ميتا بلهاوور ، فما عرف ما كان سبب وفاته ، فعند ذلك ثبت قدم مودود في الملك ، وأرسلته الملوك وخافته ، وفي سنة خمس وثلاثين وأربعمائة ملك مودود عدة من حصون الهند ، فراسله ملوكها وأذعنوا له بالطاعة .
ذكر وفاة مودود وملك ولده ، ثم أخيه علي بن مسعود ، ثم عبد الرشيد
وفي العشرين من شهر رجب الفرد ، سنة إحدى وأربعين وأربعمائة كانت وفاة مودود وعمره تسع وعشرون سنة ، ومدة ملكه تسع سنين وأحد عشر شهرا ، وكانت

الصفحة 42