كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 44 """"""
إلا الصعّود إلى القلعة ، والتحصن بها ، فتحصن بقلعة غزنة ، وعبر طغرل غزنة ، واستولى عليها وجلس بدار الإمارة ، وأرسل إلى من بالقلعة يتهددهم إن لم يسلموا عليها عبد الرشيد ، فسلَّموه له ، فقتله ، واستولى على القلعة ، وتزوج ابنة السلطان مسعود كرها ، وكان في أعمال الهند أمين يسمى خزخير بعساكر كثيرة ، فأرسل إليه طغرل ، واستدعاه للموافقة والمساعدة على إخراج الغزو من الأعمال ، ووعده وبذل له الرغائب ، فلم يرض خزخير فعله ، وأنكر عليه وأغلط له في الجواب ، وكتب إلى زوجة طغرل ابنة السلطان مسعود ، وإلى وجوه القوّاد يقبح عليهم موافقتهم ، وصبرهم على قتل ملكهم ، فعبروا على طغرل ، وقتلوه .
ذكر ملك فرخ زاد بن مسعود بن محمود بن سبكتكين
وهو العاشر من ملوك الدولة الغزنوية . وملك بعد مقتل طغرل الحاجب المستولي على ملك عبد الرشيد ، وكان سبب ملكه أنه لما قتل طغرل وصل خرخير بعد مقتله بخمسة أيام إلى غزنة ، وأظهر الحزن على عبد الرشيد ، واستشار الأمراء فيمن يلي الأمر ، فأشاروا بولاية فرخ زاد ، وكان معتقلاً في بعض القلاع فأحضروه ، وأجلس بدار الإمارة ودبر خرخير الأمر بين يديه ، وقتل من أعان على قتل عبد الرشيد . وقال : ولما بلغ داود السلجقي أخا طغرلبك صاحب خراسان قتل عبد الرشيد جميع عساكره ، وسار إلى غزنة ، فخرج غليه خرخير ، وقاتله فانهزم داود ، وغنم ما كان معه ، وفي سنة خمس وأربعين وأربعمائة ثار مماليك فرخ زاد به ، وقصد واقتله وهو في الحمام ، فمانع عن نفسه بسيف كان معه ، فأدركه أصحابه وخلصوه وقتلوا أولئك الغلمان ، واستمر ملكه إلى سنة إحدى وخمسين ، وكان بعد هذه الوقعة بكثير من ذكر الموت ويحتقر الدنيا ويزدريها ، فلما كان في هذه السنة أصابه قولنج ، فمات
ذكر ملك إبراهيم بن مسعود بن محمود
وهو الحادي عشر من ملوكها ، ملك بعد وفاة أخيه فرّخ زاد في سنة إحدى وخمسين وأربعمائة فأحسن السيرة ، واستعد لجهاد الهند ، واستقر الصلح بينه وبين جعري بك داود السلجقي صاحب خراسان على أن يكون لكل واحد منهما ما بيده ، وترك منازعة الآخر في ملوكها .
ذكر غزو إبراهيم الهند وما فتحه منها
وفي سنة اثنين وسبعين وأربعمائة غزا بلاد الهند ، ففتح قلعة أجود ، وهي على مائة وعشرين فرسخا من لهاوور ، وهي حصينة تحوي عشرة آلاف مقاتل ، فحصرها

الصفحة 44