كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 46 """"""
ذكر ملك أرسلان شاه ابن علاء الدولة مسعود
وهو الثالث عشر من ملوك الدولة الغزنوية ، وأمه سلجقيه وهي أخت السلطان ألب أرسلان ملك بعد وفاة أبيه في شوال سنة ثمان وخمسمائة ولما ملك قبض على أخواته وسجنهم ، فهرب أخٌ له اسمه بهرام شاه إلى خراسان ، فوصل إلى السلطان سنجر بن ملك شاه ، فأرسل إلى أرسلان شاه في معناه ، فلم يجبه ، فأعد السير وقصد غزنة ومعه بهرام شاه والتقى هو وسنجرين ملكشاه على فرسخ من غزنة بصحراء شهراباذ ، وكان أرسلان شاه في ثلاثين ألفا ، ومعه مائة وستون فيلا ، فكادت الهزيمة تكون على سنجر ثم كانت وخمسمائة ومعه بهرام شاه ، وتسلَّم قلعة البلد ، وكان أرسلان شاه قد اعتقل أخاه طاهرا بالقلعة الكبيرة التي بينها وبين غزنة تسعة فراسخ ، وهي عظيمة لا يطمع فيها ولا عليها ، واعتقل بها أيضا زوجة بهرام شاه ، فلما انهزم أرسلان شاه استمال أخوه طاهرا المتحفظ بها حتى سلم القلعة للملك سنجر ، وكان قد تقرر بين السلطان سنجر وبهرام شاه أن يجلس بهرام شاه على سرير جده محمود بن سبكتكين وجده ، وان الخطبة بغزنة للخليفة ، ثم للسلطان محمد بم ملكشاه ، والملك سنجر ، وبعدهم لبهرام شاه ، فلما دخلوا غزنة كان سنجر راكبا ، وبهرام شاه راجلا بين يديه حتى جاء إلى السرير ، فصعد بهرام شاه بالسلطان على عادة آبائه ، وحصل لسنجر من الأموال مالا يحد ، وكان على حيطان دور ملوك غزنة ألواح الفضة ، وسواقي المياه إلى البساتين من الفضة ، فقلع أصحاب سنجر كثيرا من ذلك ، فمنعهم سنجر ، وصلب جماعة منهم ، وأقام بغزنة أربعين يوما وهو أول سلجقي خطب له بغزنة ، وعاد إلى خراسان .
ذكر ملك بهرام شاه ابن مسعود بن إبراهيم
وهو الرابع عشر من ملوك الدولة الغزنوية . وملك غزنة عند انهزام أخيه أرسلان شاه لعشر بقين من شوال سنة عشر وخمسمائة ، وأما أرسلان شاه فإنه لما انهزم قصد هند وخان ، وأجتمع معه أصحابه ، فلما عاد الملك سنجر إلى خراسان توجه إلى غزنة ، ففارقها بهرام شاه إلى باميان ، وأرسل إلى الملك سنجر يعلمه الحال ، فأمده بجيش ، وأقام أرسلان شاه بغزنة شهرا ، وسار في طلب بهرام شاه فبلغه وصول عسكر