كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 47 """"""
سنجر ، فانهزم بغير قتال ، للخوف الذي وقع في قلوب أصحابه ، ولحق بجبال أوغان ، فسار بهرام شاه في طلبه بعسكر سنجر ، وضايقوا البلاد التي هو فيها وأخربوها ، وتهددوا أهلها ، فسلموه إليهم ، فخنقه أخوه بهرام شاه ، ودفنه بغزنة بتربة أبيه ، وكان قتله في جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة ، وعمره سبعا وعشرين سنة ، واستقر بهرام شاه في الملك ، وكان بينه وبين الملوك الغورية من الوقائع ما نذكره في أخبارهم إن شاء الله تعالى .
ذكر وفاة بهرام شاه
كانت وفاته في شهر رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة ، فكانت ولايته ستا وثلاثين سنة ، وكان عادلا حسن السيرة جميل الطريقة يحب العلماء ويكرمهم ، ويبذل لهم الأموال الكثيرة ، ولما مات ملك بعده ولده .
ذكر ملك نظام الدين خسرو شاه ابن بهرام ساه بن مسعود
وهو الخامس عشر من ملوك الدولة الغزنوية ، ملك غزنة بعد وفاة والده في شهر رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة ، وكان عادلاً حسن السيرة في رعيته محبا للخير وأهله يقرب العلماء ، ويحسن إليهم ويرجع إلى أقوالهم ويقتدي بآرائهم ، لم يزل كذلك إلى مدة ملكه سبع سنين وقيل غنه عاش إلى سنة تسع تسعين . وأن الدولة انقرضت باعتقاله ، ولما مات ملك بعده ولده .
ذكر ملك ملكشاه بن خسرو شاه بن مسعود ابن إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين
وهو السدس عشر من ملوك الدولة الغزنوية ، وعليه انقرضت دولتهم . وملك غزنة بعد وفاة والده الحسين ملك الغور إلى غزنة ، وكان له مع ملكشاه ما نذكره إن شاء الله تعالى في أخبار الدولة الغورية . وفي سنة خمس وخمسين وخمسمائة قصد الأتراك الغزية بلاد غزنة ونهبوا وخربوا ، وقصدوا مدينة غزنة ، ففارقها ملكشاه إلى لهاوور وملكها الغزية ، وكان القيّم بأمرهم زنكي بن علي بن خليفة الشيباني ، ثم جمع ملكشاه العساكر ، وعاد إلى غزنة ، ودخلها في جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين ،