كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 48 """"""
وتمكن في دار ملكه إلى أن ظهر أمر الملوك الغورية ، فانقرضت الدولة الغزنوية على يد الملوك الغوريه .
وذكر ان الأثير الجزري في تاريخه الكامل أن دولتهم انقرضت في أيام خسروشاه بن بهرام شاه والده ملكشاه ، وان خسروشاه لما ملك الغورية غزنة سار إلى لهاوور ، فحاصره شاب الدين الغوري بها في سنة تسع وسبعين وخمسمائة ، وشدّد الحصار عليه ، وبذل له الأمان على أن لا يطأ بساطه ، وان شهاب الدين يجعل لخسروشاه مهما اختار من الإقطاع ، ويزوجه ابنته ، فاستحقه على ذلك ومكنه من لهاوور ، واجتمع به ، فأكرمه وعظمه ، وبقي كذلك مدة شهرين ، فورد رسول غياث الدين الغوري إلى أخيه شهاب الدين وهو يستدعي خسروشاه وولده إليه ، فأعلمه بذلك ، فامتنع ، فمناه شهاب الدين ، وطيب خاطره ، ثم جهزه هو وابنه إلى غياث الدين ، فساروا على كره ، فلما وصلا إليه رفعهما إلى بعض القلاع ، فكان آخر العهد بهما . وانقرضت الدولة الغزنوية .
وكان ابتداؤها في سنة ست وستين وثلاثمائة ، وانقرضت في سنة تسع وتسعين وخمسمائة ، فتكون مدتها مائتي سنة وثلاثة عشر سنة تقريبا ، وعدة ملوك هذه الدولة ستة عشر ملكا ، وهو ناصر الدولة سبكتكين ، ثم ولده محمود بن سبكتكين ، ثم ولده محمد ولي مرَّتين ، ثم أخوه مسعود بن محمود ، ثم مودود بن مسعود بعد عمه محمد في السلطنة الثانية ، ثم ولي ولدٌ لمودود خمسة أيام . ثم على بن مسعود ، ولم تطل مدته أيضا ، ثم عبد الرشيد بن محمود بن سبكتكين ، ثم فرخ زاد ، ثم أخوه إبراهيم بن مسعود ، ثم ابنه علاء الدولة أبو سعد جلال الدولة بم مسعود ، ثم ابنه أرسلان شاه ، ثم أخوه بهرام شاه ، ثم ابنه خسروشاه ، ثم ابنه ملكشاه ، وعليه انقرضت دولتهم ، وكانت هذه الدولة من احسن الدول وأكثرها جهادا وفتوحا ، وقد ذكرنا من أخبار ملوكها ما يستدل به على بعد هممهم ، وتمكن سلطانهم .
ذكر أخبار الدولة الغورية
كان ابتداء هذه الدولة بلاد الغور في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ، ثم أزالت ملوك الدولة الغزنوية آل سبكتكين عن غزنة ، وملكوا بعض بلاد الهند ، وأول

الصفحة 48