كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 5 """"""
هذه الحادئه ، فقتل الداعي ، واستولى أسفار على البلاد على بلاد طبرستان ، والري ، وجرجان ، وقزوين ، وزنجان ، وأبهر ، وقم ، والكرج ، ودعا بها لصاحب خراسان نصر بن أحمد ، واستعمل هارون سندان ، وهو أحد رؤساء الجيل وخال مرداويج على آمل ، وكان هارون يحتاج أن يخطب فيها لأبي جعفر العلوي ، وخاف أسفار ناحية أبى جعفر أن يجدد له فتنة وحربا ، فاستدعى هارون غليه ، وأمره أن يتزوج من أعيان آمل ، ويحضر عرسه أبو جعفر ، وغيره من رؤساء العلويين ، وأن بفعل ذلك في يوم ذكره له ، ففعل ، ثم سار أسفار من سارية مجدّاً لموافاة العرس ، فوصل آمل في يوم الموعد ، وقد اجتمع العلويون عند هارون فهجم على الدار على حين غفلة ، وقبض على أبى جعفر ، وغيره من أعيان العلويين ، وحملها إلى بخارى ، فاعتقلوا بها . ولما فرغ أسفار من ذلك سار إلى الري وبها ما كان بن كالى ، فأخذها منه ، وسار ما كان إلى طبرستان ، فأقام هناك . وأحب أسفار أن يستولي على قلعة ألموت ، وهي قلعة على جبل عال شاهق في حدود الديلم ، وكانت لسياه جشم ، ومعناه : الأسود العين لأنه كان على إحدى عينيه نقطة سوداء ، فراسله أسفار ، ومنٌاه فقدم عليه ، فسأله أن يجعل عيال في قلعة ألموت ، وولاه قزوين ، فأجابه إلى ذلك ، ونقلهم إليها ، ثم كان آيهم من يثق به من أصحابه ، فلما حصل له بها مائة رجل استدعاه من قزوين ، وقبض عبيه وقتله ، وعظمت جيوش أسفار ، وطار اسمه ، فتجبر وعصى على الأمير السعيد نصر بن أحمد صاحب خراسان وما وراء النهر ، فسير الخليفة المقتدر هارون بن غريب إلى أسفار في عسكر ، فالتقوا ، واقتتلوا نحو قزوين ، فانهزم هارون ، وقتل من أصحابه خلق كثير بباب قزوين ، وكان أهل قزوين قد ساعدوا هارون ، فحقد عليهم أسفار ، ثم سار الأمير نصر بن أحمد من بخاري ، وقصد حرب أسفار لخروجه عن طاعته وبلغ نيسابور ، فجمع أسفار عسكره ، فأشار عليه وزيره مطرف ابن محمد بمراسلته ، والدخول في طاعته ، وبذل المال له ، إن أجاب ، وإلا فالحرب بعد ذلك ، وكان في عسكره جماعة من الأتراك أصحاب صاحب خراسان ، فخوفه الوزير منهم ،