كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 52 """"""
كانت الدائرة على الغز ، فقتل أكثرهم ، ودخل شهاب الدين غزنة ، وتسلمها وأحسن السيرة في أهلها ، وأفاض العدل ، وسار منها إلى كرمان ، وسوران ، فملكها ، ثم تعدى بعد ذلك على السند ، وقصد العبور ، إلى بلد ، وملك لهاوور ، وملكها يومئذ خسر وشاه بن بهرام شاه ، فسار فيمن معه إلى ماء السند ، فمنعه من العبور فرجع عنه ، وقصد خرشابور ، فملكها ، وما يليها من جبال الهند ، وأعمال الأفغان ورجع
ذكر ملك شهاب الدين لهاوور
وانقراض الدولة الغزنوية
وفي سنة تسع وخمسين وخمسمائة سار شهاب الدين إلى لهاوور في جمع عظيم ، وحشد كبير ، فحصرها ، وتهدد أهلها إن منعوه ، وبذل لخسرو شاه الأمان على أن يطأ بساطه ، ويخطب لأخيه فامتنع ، فلما طال الحصار خذله أهل البلد ، فطلب الأمان ، فأمنه شهاب الدين ، وحلف له ، ودخل الغورية البلد ، وبقي كذلك شهرين ، ثم جهز خسرو شاه هو وولده إلى أخيه غياث الدين كما ذكرناه في أخبار الدولة الغزنوية .
قال : ولما كثرت جموع غياث الدين ، واتسعت مملكته باسلطنة ، ويلقبه بألقاب السلاطين ، وكان لقبه أولا شمس الدين ، ثم تلقب غياث الدين ، ولقي الآن غياث الدنيا والدين معين الإسلام قسيم أمير المؤمنين ، ولقب أخاه عز الدين . قال : ولما استقر أمر لهاوور ، سار شهاب الدين إلى أخيه غياث الدين ، واتفقا على المسر إلى خراسان ، فقصد مدينة هراة ، فملكها واستناب بها ، وملك عدة من بلاد خراسان ، ورجع غياث الدين إلى مدينة فيروزكوه وشهاب الدين إلى غزنة .
ذكر مسير شهاب الدين إلى الهند
قال وسار شهاب الدين إلى الهند ، وحاصر بلدا من بلادها ، وملكها ، وكان قد حصرها طويلا فلم يظهر منها بطائل ، فراسل زوجة الملك الهندي في أن يتزوجها ، وكانت غالبة على أمر الملك ، فأعادت عليه أنها لا تصلح لذلك ، وأن لها