كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 53 """"""
ابنة جميلة تزوجه بها ، فأجابها إلى ذلك ، فسقت زوجها سما ، فمات ، وسلمت إليه البلد ، فأخذ الصبيةَّ فأسلمت ، وتزوجها وحملها إلى غزنة ، ووكل بها من يعلمها القرآن ، وتشاغل عنها فتوفيت والدتها ، ثم توفيت بعد عشر سنين ، ولم يرها فبنى لها مشهداً ، ودفنها فيه ، فأهل غزنة يزورون قبرها ، ثم عاد إلى بلاد الهند ، وملك كثيرا منها
ذكر ظفر الهنود بالمسلمين
قال : ولما اشتدّت نكاية شهاب الدين بلاد الهند تجمع ملوكها من كل جهة ، وتحالفوا على التعاضد ، والتناصر على حربه ، وجاءوا من كل فج عميق ، وركبوا الصعب والذلول ، وكان الحاكم على جميع الملوك امرأة من ملوكها ، فلما سمع شهاب الدين باتفاقهم وتعاضدهم ؛ تقدم إليهم في عسكر عظيم ، والتقوا ، واقتتلوا ، فانهزم المسلمون ، وقتل منهم خلق كثير ، وأصاب شهاب الدين ضربة بطلت منها يده ، وضربة على رأسه سقط منها على الأرض ، وحجز الليل بين الفريقين ، ثم حمل شهاب الدين إلى مدينة أخيه على رؤوس الرجال ، فعمد إلى أمراء الغورية الذين انهزموا أن ملأ لهم مخالي خيلهم شعيرا ، وحلف لئن لم يأكلوه ليضربن أعناقهم ، فأكلوه .
ذكر ظفر المسلمين بالهنود
قال : اتصل الخبر بغياث الدين أخي شهاب ، فأمد المسلمين بالعساكر ، فرجع شهاب الدين إلى الهنود ، وجمع الهنود جموعا عظيمة ، وجددوا أسلحتهم ، ووفروا جموعهم ، وساروا بملكتهم في عدد كثير ، فراسلها شهاب الدين ، وخدعها أن يتزوجها ، فلم تجبه إلى ذك ، وقالت : إما الحرب ، وإما أن تسلِّم بلاد الهند ، وتقتصر على ملك غزنة ، فأجابها إلى العود إلى غزنة ، وأن يرسل إلى أخيه في ذلك ، وإنما فعل ذلك مكرا ، وكان بين العسكرين نهر ، وقد حفظ الهنود مخائضه ، وأقاموا ينظرون جواب غياث الدين ، فجاء رجل من الهنود إلى شهاب الدين ، وأعلمه بمخاصته ، فاستوثق منه ، وجهز جيشا فعبروا المخاضة والهنود على غرَّة ، فلبسوهم ،