كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 56 """"""
وملك البلد ، ثم أرسل إلى علي شاه أخي خوارزم شاه ، وهو ينوب عن أخيه بنيسابور يأمره بمفارقة البلد ، ويحذره من المقام بها ، فامتنع عليه ، وحصن البلد ، وخرب ما يظاهره من العمارة ، فسار العسكر للحصار ، فملك البلد عنوة ، ونهبه عسكره ساعة من نهار ، فبلغ الخبر غياث الدين ، فنادى من نهب أو آذى فدمه حلال فأعاد الناس ما نهبوه عن آخره ، وتحصن الخوارزميون بالجامع ، فأخرجهم أهل البلد ، فنهب الغورية ما لهم ، واحضر عل شاه بن خوارزم شاه إلى غياث الدين راجلا ، فأنكر ذلك على محضره ، وعظم الأمر فيه ، وحضرت داية كانت لعلي شاه ، وقالت لغياث الدين ، هكذا تفعل بأولاد الملوك ، فقال : لا بل هكذا ، وأخذه بيده ، وأقعده معه على السرير ، وطيب نفسه ، وسير جماعة من الأمراء الخوارزمية إلى هراة تحت الاستظهار ، وولى غياث الدين ابن عمه ضياء الدين محمد بن علي حرب خراسان ، وضم إليه وجوه الغورية ، ورحل إلى هراة ، وسلم على شاه لأخيه هاب الدين ، وأحسن إلى أهل نيسابور ، وفرق فيهم مالاً كثيرا .
قال : ثم سّار شهاب الدين إلى ناحية قهستان ، فأخرب قرية للإسماعلية ، وقتل من بها من الرجال ، ونهب الأموال ، وسبى الذراري ، ثم سار إلى كتابان ، وهي من مدن الإسماعلية ، فحصرها ، فطلب أهلها الأمان لخرجوا منها ، فأمنهم وأخرجهم ، وملك المدينة ، وسلمها إلى بعض الغورية ، فأقدم بها شعائر الإسلام ، فكتب صاحب قهستان إلى غياث الدين يقول له : إن بيننا عهدا ، فما الذي أوجب محاصرة بلادي ؟ فأرسل إلى أخيه شهاب الدين يأمره بالرحيل عنها ، وقال لا : ما لك ولرعيتي ، فامتنع من الرحيل ، فقال له الرسول : فإذا أفعل ما أمرني به غياث الدين ، وحبذ الرسول سيفه ، وقطع أطناق سرادق شهاب الدين ، فارتحل كارها ، وتوجه إلى الهند ، ولم يقم بغزنة غضبا على أخيه .
ذكر ملك شهاب الدين أنهلوارة من الهند
قال : ولما سار شهاب الدين من بلاد الإسماعيلية إلى الهند ، أرسل مملوكه قطب الدين أيبك إلى أنهلوارة ، فوصلها في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، فقاتل عسكر الهند بها ، فهزمهم ، وملكها عنوة ، وهرب ملكها ، وجمع وحشد فعلم