كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 58 """"""
شهاب الدين ، وضربها ضربا مبرحّا ، وضرب ولدها ربيب غياث الدين ، وزوج أختها وأخذ أموالهم ، وسيّرهم إلى بلاد الهند على أقبح صورة ، وكانت قد بنت مدرسة ، ودفنت فيها أباها وأخاها ، فهدمها شهاب الدين ، ونبش قبور الأموات ، ورمى عظامهم ، وفعل ما يناسب هذه الأفعال الشنيعة ، وتوجه إلى الهند .
ذكر حصره خوارزم وانهزامه من الخطا
وفي شهر رمضان سنة ستمائة عاد شهاب الدين من بلاد الهند ، وقصد خراسان . وسبب ذلك أنه بلغة أن خوارزم شاه حصر مدينة هراة ، فعادة من الهند حنقا عليه ، وقصد خوارزم ، فأرسل إليه خوارزم شاه يقول له : إما أن ترجع ، إلا حاصرت هراة ، ومنها إلى غزنة ، وكان خوارزم شاه بمرو ، فأجابه شهاب الدين : لعلك تنهزم على عادتك أول مرّة ، وخوارزم تجمعنا .
فسار خوارزم شاه من مرو إلى خوارزم ، فسبق شهاب الدين إليها ، وحرَّق العلوفات التي في الطريق ، وقطع الطريق بإجراء المياه ، فتعذَّر على شهاب الدين سلوكها ، فأقام أربعين يوما حتى أمكنه الوصول إلى خوارزم ، فخرج إليه خوارزم شاه ، والتقى العسكران بصوقرا ، ومعناه : المتء الأسود ، واقتتلوا ، وكان خوارزم شاه أرسل إلى ملك الخطا يستنجد ، فسار من بلاده بما وراء النهر لقصد شهاب الدين ، فعاد عن خوارزم ، ولقي أوائل عسكر الخطا في صحراء أيدي جوي في أول صفر سنة إحدى وستمائة ، فقتل منهم وأسر ، ثم دهمه الخطا في اليوم الثاني ، فانهزم عسكره منهم ، وبقي شهاب الدين في نفر يسير ، وقتل بيده أربعة من فيلته كانت قدعيت ، وأخذ الخطا فيلين ، ودخل شهاب الدين إلى أيدي جوي ، فحصروه الخطا بها ، ثم صالحوه على فيل ثالث يعطيه لهم ، ففعل ، وخلص ، وشاع الخبر في جميع بلاده أنه عدم ، ثم وصل الطالقان في سبعة نفر ، وقد قتل أكثر عسكره ، ونهبت خزائنه ، فاخرج إليه ، وسار إلى غزنة ، واستصحب معه الحسن بن حرميل لأنه بلغه انه قصد الانضمام إلى خوارزم شاه ، فجعله شهاب الدين أمير حاجب ، قال : ولما وصل الخبر بقتله إلى غزنة ، جمع تاج الدين الدز مملوك شهاب الدين ، وهو أول مملوك اشتراه أصحابه ، وقصد وصل شهاب الدين إلى غزنة أنر بقتل الدز ، فشفع فيه مماليك شهاب الدين ، فأطلقه ، وسار مملوك الهند له أسمه أيبك كان قد سلم من المعركة ، فلحق ببلاد الهند ، ودخل المولتان ، وقتل نائب السلطنة بها ، وملك البلد ،