كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 59 """"""
وأخذ الأموال السلطانية ، وأساء السيرة في الرعية ، وأشاع قتل شهاب الدين ، فلما اتصل خبره بشهاب الدين سار إلى الهند ، وأرسل إليه عسكراً فأخذوه ، وقتل شر قتلة ، وذلك في جمادى الآخرة سنة إحدى وستمائة ، وأمر شهاب الدين أن ينادي في جميع بلاده بغزو الخطا .
ذكر قتل شهاب الدين بني كركر
كان سبب ذلك أنه لما شاع قتل شهاب الدين خرجوا من البلاد ، وأفسدوا ، وقطعوا الطريق ، وأخافوا السبيل ، فراسلهم قطب الدين أيبك ، فامتنعوا عليه ، فسار شهاب الدين من غزنة ، ووصل إليهم في يوم الخميس لخمس بقين من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وستمائة ، فاقتتلوا قتالا شديدا من أول النهار إلى العصر ، فينما هو كذلك ، إذ أقبل أيبك نائبه بالهند ، فانهزم الكركرية ، ومن انضم إليهم ، وقتلوا بكل مكان ، وقصد من بقي منهم أجمة هناك ، وأضرموا نارا ، وكان أحدهم يقول لصاحبه : لا تنزل للمسلمين يقتلوك ، ثم يلقي نفسه في النار ، فيلقي صاحبه نفسه بعده ، فعمهم البلاء ، وغنم المسلمون أموالهم وأهلهم ، وهرب ابن كركر بعد قتل إخوته وأهله ، وكان معهم صاحب قلعة الجوديّ ، ثم سار شهاب الدين نحو لهاوور ، فأقام بها إلى سادس عشر شهر رجب من السنة ، وعاد إلى غزنة .
ذكر مقتل شهاب الدين وشيء من سيرته
كان مقتله في أول ليلة من شعبان سنة اثنتين وستمائة ، وذلك أ ، ه لما عاد من لهاوور نزل بمنزلة يقال لها : دميل . بعد صلاة العشاء ، وكان بعض الكركريه لزموا عسكره ، وقد عزموا على قتله لما فعله بهم من القتل والأسر ، فلما كان في هذه الليلة تفرق عنه أصحابه ، وبقي وحده في خركاه ، فثار أولئك النفر ، فقتل أحدهم بعض الحرس بباب السرادق ، فثار أولئك أصحابه ليبصروا ما به ، فخلت مواقفهم ، وكثر

الصفحة 59